“كان زعيما”.. أصدقاء فاروق جعفر يتحدثون عن موهبته وحكايات طفولته بالسيدة زينب (صور)
09:40 م
الأربعاء 13 نوفمبر 2024
كتب يوسف محمد:
في الطابق الأول بأحد المنازل البسيطة داخل حارة النجار في حي المنيرة بمنطقة السيدة زينب، على بعد أمتار قليلة من منزل أسطورة الكرة المصرية ونادي الزمالك حمادة إمام، ظهر طفل صغير يتمنى أن يخطو خطوات أحد جيرانه الذي أصبح نجماً لامعاً في سماء الكرة المصرية، متمنياً أن تأتي فرصته ويتحول من طفل محب لمتابعة كرة القدم إلى أحد نجومها.
دائماً ما كانت منطقة السيدة زينب وحي المنيرة بصفة خاصة، تشهد إقامة الدورات الرمضانية البسيطة التي تقام في الملاعب الصغيرة في الأحياء الشعبية، خرج منها مواهب عديدة أثرت الملاعب المصرية أمثال، حمادة إمام وأسامة عرابي وملك النص “فاروق جعفر”.
“بدأ حياته بالفانلة والشورت في حواري المنيرة وكان يتشعبط في الأتوبيس رقم 20 للذهاب إلى نادي الزمالك”، هكذا وصف سمير المليجي أحد الأشخاص الذين عاصروا صعود فاروق جعفر من ملاعب الكرة الشراب وحواري المنيرة، إلى مجد نادي الزمالك والمستطيل الأخضر.
تعلق الطفل الصغير الذي لم يتجاوز عمره 12 عاماً بكرة القدم، حرص على ممارستها بشكل دائم في مختلف المناطق والساحات الشعبية بمنطقة المنيرة. كما كان يشارك أحد أقاربه ممارسة الكرة القدم الورق (كرة تصنع من الورق) فوق سطح منزله لعدم قدرته على توفير الكرة الشراب.
موهبة فاروق جعفر الكبيرة، أشاد بها الكثير من عظماء اللعبة مثل نجم النادي الأهلي السابق مصطفى عبده، الذي كشف في حوار سابق، قائلاً: “ياريت يكون في لاعب في الأهلي مثل فاروق جعفر”.
الإشادة بفاروق جعفر لم تقف عند مصطفى عبده، بل سبق أن عبر عن إعجابه بموهبته، محمود الخطيب رئيس النادي الأهلي حاليا، إذ وصف فاروق جعفر، بأنه “يمتلك موهبة وحاسة تقديم للكرة للمهاجم أمام المرمى بالنظر، هذه موهبة كبيرة لا يمتلكها الكثيرون”.
مدرسة قصر النيل الابتدائية والزعامة المبكرة
“الكابتن فاروق من صغره وهو زعيم”، هكذا وصف الحاج عوض السيد الشخصية القوية والقيادة التي يتمتع بها فاروق جعفر، يتحدث عوض عن الطفل الذي ظهرت عليه قوة الشخصية منذ الصغر: “كان هناك حفلة خلال تواجدنا في مدرسة قصر النيل الابتدائية، شهدت تواجد عدد من المدارس في الكثير من أنحاء الجمهورية بحضور مجموعة من كبار الشخصيات وقام فاروق بعمل دور الزعيم أحمد عرابي”، دلل عوض على شخصية جعفر بهذا الموقف.
واستدل صديق الطفولة لفاروق جعفر بموقف آخر للتأكيد على تمتع نجم وسط الزمالك ومنتخب مصر، بالشخصية القوية والقيادية منذ الصغر، يقول، فاروق كان يشارك في الدورات والمباريات في الشارع بفرقة تسمى الأشقاء تتكون من “شقيقه الكبير سمير “دكدك”، أبناء خالته محمد فرج وعبده فرج، رغم أنه أصغرهم من حيث السن، إلا أنه كان قائد للفريق.
فاروق جعفر والكرة الشراب
ساهمت الملاعب الترابية والكرة الشراب أو “الساحرة الصغيرة” كما يفضل الكثير من المصريين تسميتها، في تنمية وصقل العديد من المواهب الكروية المصرية، الذين باتوا بعد ذلك من أساطير اللعبة في مصر.
وأحد هؤلاء اللاعبين الذي كانت ساهمت الكرة الشراب في صقل موهبته بشكل كبير، هو فاروق جعفر أو “ملك النص” كما يحلو للجماهير تسميته، وهو ما أكد عليه محمد محمود صالح أحد جيران جعفر في منطقة السيدة زينب، الذي أرجع القدرة العالية لجافر في التحكم بالكرة وزيادة قدرته على المراوغة، هو ممارسته كرة الشراب منذ طفولته.
“من يتأسس على الكرة الشراب ثم يمارس الكرة الكبيرة بعد ذلك، يصبح أكثر موهبة من أقرانه ومن بجواره في الملعب”، هكذا أعاد صالح الموهبة الكبيرة التي ظهر بها جعفر داخل المستطيل الأخضر مع الفارس الأبيض ومنتخب الفراعنة، طوال مشواره المليء بالإنجازات.
فاروق جعفر وانضمامه إلى نادي الزمالك
كشف عوض الذي يكبر فاروق جعفر بعدة أشهر، الصدفة التي حدثت قبل “60 عاماً، ساهمت في تغيير مجرى حياة ملك النص من اللعب في شوارع المنيرة إلى القلعة البيضاء، لكتابة اسمه بحروف من ذهب في تاريخ نادي الزمالك.
كعادته خرج جعفر لممارسة هوايته المفضلة وهي كرة القدم، في أحياء منطقة السيدة زينب، يتسابق مع من في جيله لإظهار موهبتهم الكبيرة في هذه اللعبة، يقول: “كان هناك شخص يدعى الأستاذ عبد الرحمن عضو في نادي الزمالك، يقع منزله على ناصية المنطقة التي نسكن بها، يجلس في شرفة منزله يتابع الأطفال الصغار وهم يلعبون ويتبارون في كرة القدم وبينهم فاروق جعفر”.
وأكمل: “شاهد الأستاذ عبد الرحمن فاروق وهو يلعب في الشارع، ليسرع على الفور بالنزول إلى الشارع لمعرفة رأيه في الذهاب إلى نادي الزمالك وهو ما وافق عليه فاروق بشكل سريع، ليقوم باصطحابه في اليوم التالي إلى النادي وقام بإنهاء إجراءات انضمامه إلى فريق تحت 12 عاماً بالنادي وكان يقوده الراحل حمادة الشرقاوي”.
فاروق جعفر وحضور دائم في المنيرة بعد النجومية
يروي محمد محمود صالح أحد سكان حي المنيرة التواجد المستمر لفاروق جعفر وسط أهله الذي تربى معهم وعاش طفولته بينهم، قائلاً: “الكابتن فاروق يحرص على التواجد بشكل دائم في المنطقة ووسط أبناء الحي، بجانب حضوره بصفة مستمرة في الدورات الرمضانية التي تقام في المنطقة وتقديم الدعم لكل اللاعبين الصغار”.
تابع: “الكابتن فاروق ممكن ميروحش ويجي المنيرة، المنيرة حتة من جسم فاروق جعفر”، هكذا أكد السائق حسين الشهير بحسين “زنة”، الذي سبق له العمل كسائق خاص لجعفر في عام 2001 خلال تواجده كمدرب في الإسماعيلي.
ويقول حسين الذي يقترب من 55 عاماً، أن فاروق جعفر يتواجد بشكل شبه يومي في منطقة المنيرة، ويجتمع مع أصدقائه، أمام المحل الخاص بالعائلة وهو محل “رحمة”، الواقع بجوار مقهى “زهرة المنيرة”، التي يتجمع الكثير من أصدقاء جعفر بها بشكل مستمر، بداية من الساعة التاسعة مساءً.