ما هي المنتخبات التي توجت بأمم أفريقيا وتغيب عن نسخة 2025؟

كتب محمد عبدالهادي: تشهد بطولة كأس أمم أفريقيا 2025، المقامة في المغرب، غيابًا ملحوظًا لبعض المنتخبات التاريخية التي سبق لها الفوز باللقب. هذا الغياب يعكس تقلبات المشهد الكروي في القارة السمراء وتزايد حدة المنافسة في التصفيات المؤهلة للبطولة. البطولة التي ستنطلق في يناير 2025، ستشهد مشاركة 24 منتخبًا، لكنها ستفتقد لفرق بارزة لطالما سيطرت على المشهد الأفريقي.
وتستضيف المغرب البطولة للمرة الثانية في تاريخها، بعد استضافتها عام 1988. التحضيرات جارية على قدم وساق لاستقبال الفرق والمشجعين، وتتوقع اللجنة المنظمة حضورًا جماهيريًا كبيرًا نظرًا للأهمية التي تحظى بها هذه البطولة على مستوى القارة. الغيابات البارزة تثير تساؤلات حول مستقبل هذه المنتخبات وقدرتها على العودة إلى المنافسة في البطولات القادمة.
غياب الأبطال السابقين في كأس أمم أفريقيا 2025
يُعد غياب منتخب غانا من أبرز المفاجآت في هذه النسخة. فقد فشل المنتخب الغاني، المتوج باللقب أربع مرات، في حجز مقعده في البطولة بعد أداء متذبذب في التصفيات. هذا الإخفاق يمثل خيبة أمل كبيرة لجماهير كرة القدم الغانية التي كانت تتطلع لرؤية فريقها يتنافس على اللقب.
بالإضافة إلى غانا، يغيب منتخب إثيوبيا، بطل نسخة 1962، عن البطولة. ويعكس هذا الغياب التحديات التي تواجه كرة القدم الإثيوبية في السنوات الأخيرة، بما في ذلك نقص الاستثمارات والبنية التحتية. كما أن غياب منتخب الكونغو برازافيل، الفائز باللقب عام 1972، يمثل خسارة أخرى للبطولة.
تحليل أسباب الغيابات
يعود سبب غياب هذه المنتخبات إلى عدة عوامل، من بينها تراجع مستوى اللاعبين، وعدم الاستقرار الفني والإداري، وتزايد قوة المنتخبات الأخرى. فقد شهدت كرة القدم الأفريقية تطورًا كبيرًا في السنوات الأخيرة، مما أدى إلى زيادة حدة المنافسة في التصفيات.
وفقًا لتقارير إعلامية، فإن عدم وجود خطط تطويرية واضحة على المدى الطويل ساهم أيضًا في تراجع أداء هذه المنتخبات. كما أن ضعف الدوريات المحلية وعدم قدرتها على استقطاب المواهب الشابة أثر سلبًا على مستوى اللاعبين الذين يمثلون هذه المنتخبات.
ومن الجدير بالذكر أن التصفيات المؤهلة لـ بطولة أمم أفريقيا شهدت مفاجآت أخرى، حيث تأهلت منتخبات صاعدة على حساب فرق تقليدية. هذا التغيير في موازين القوى يدل على أن كرة القدم الأفريقية في حالة تطور مستمر، وأن المنافسة أصبحت أكثر شراسة.
تأثير الغيابات على البطولة
من المؤكد أن غياب هذه المنتخبات سيؤثر على مستوى الإثارة والتشويق في البطولة. فقد كانت هذه الفرق دائمًا من بين المرشحين للمنافسة على اللقب، وكانت مبارياتها تجذب اهتمامًا كبيرًا من الجماهير ووسائل الإعلام.
ومع ذلك، فإن غيابها يفتح الباب أمام منتخبات أخرى للتألق وإثبات قدراتها. ومن المتوقع أن نشهد منافسة قوية بين الفرق المتأهلة، وأن تكون البطولة مليئة بالمفاجآت.
بالإضافة إلى ذلك، فإن غياب هذه المنتخبات قد يدفعها إلى إعادة تقييم استراتيجياتها وتطوير خطط جديدة لإعادة بناء فرقها وتحقيق التأهل إلى البطولات القادمة. هذا التحدي قد يكون فرصة لها لتصحيح المسار والعودة إلى المنافسة بقوة.
تعتبر المنتخبات الأفريقية المتأهلة حاليًا أكثر استعدادًا للمنافسة، حيث شهدت فرق مثل السنغال والمغرب ومصر تطورات ملحوظة في السنوات الأخيرة. هذه الفرق تمتلك قاعدة جماهيرية كبيرة وتتمتع بدعم قوي من الحكومات والاتحادات المحلية.
من المتوقع أن تشهد النسخة القادمة من البطولة إقبالاً جماهيريًا كبيرًا، خاصة وأنها تقام في المغرب الذي يتمتع بتاريخ عريق في كرة القدم. وستكون البطولة فرصة للمغرب لإظهار قدراته التنظيمية وجذب السياح والاستثمارات.
في الختام، فإن غياب بعض المنتخبات المتوجة سابقًا عن كأس أمم أفريقيا 2025 يمثل نقطة تحول في تاريخ البطولة. ومن المنتظر أن نشهد نسخة مختلفة ومثيرة، وأن تكون البطولة فرصة للمنتخبات الصاعدة لإثبات قدراتها. سيتابع المراقبون عن كثب أداء المنتخبات المتأهلة، بالإضافة إلى ردة فعل المنتخبات الغائبة، لمعرفة ما إذا كانت هذه الغيابات ستؤثر على مستقبل كرة القدم الأفريقية.

