كيف تؤثر الخلايا المناعية على تصلب الشرايين

كشفت دراسة حديثة أجراها باحثون روس عن تفاصيل جديدة حول آلية تكون تصلب الشرايين، وهو المرض الذي يهدد صحة القلب والأوعية الدموية. وأظهرت النتائج أن الأمر لا يقتصر على ارتفاع مستويات الكوليسترول في الدم، بل يشمل أيضاً دور الخلايا المناعية وتفاعلها مع البيئة الأيضية المحيطة بها. الدراسة، التي نُشرت في نهاية العام 2025، تلقي الضوء على مسارات جديدة محتملة للوقاية والعلاج.
أجريت الأبحاث في مختبرات متخصصة في روسيا، وشملت تحليلاً دقيقاً لعمليات الأيض داخل الخلايا المناعية، وخاصة الخلايا البلعمية، وتأثيرها على تطور اللويحات داخل الأوعية الدموية. وقد تم التوصل إلى هذه النتائج بعد سنوات من البحث والتجارب المعملية والملاحظات السريرية.
تصلب الشرايين: دور الخلايا المناعية يتجاوز الكوليسترول
لطالما ارتبط تصلب الشرايين بارتفاع مستويات الكوليسترول الضار في الدم، ولكن هذه الدراسة تؤكد أن الصورة أكثر تعقيداً. وفقاً للباحثين، فإن الخلايا البلعمية تلعب دوراً حاسماً في تحديد ما إذا كانت اللويحات المتكونة ستظل مستقرة أم ستتطور لتشكل خطراً على الحياة.
عندما تتعرض هذه الخلايا لتغيرات في بيئتها الأيضية، فإنها تبدأ في سلوك غير طبيعي يؤثر على طريقة معالجتها للدهون والأحماض الأمينية. هذا التغيير في الاستقلاب يمكن أن يحول الخلايا البلعمية إلى ما يعرف بـ “الخلايا الرغوية”، وهي المكون الرئيسي للويحات التي تضيق الشرايين.
آلية عمل البروتينات المشاركة
ركز الباحثون بشكل خاص على ثلاثة بروتينات رئيسية: Trem2 وFolr2 وSlc7a7. وأظهرت النتائج أن زيادة نشاط هذه البروتينات يترافق مع تطور تصلب الشرايين، مما يشير إلى أنها تلعب دوراً في تنظيم وظيفة الخلايا المناعية وتفاعلها مع الدهون المتراكمة في جدران الأوعية.
أظهرت التجارب أن تعطيل بروتين Slc7a7، وهو ناقل للأحماض الأمينية يلعب دوراً في استقلاب الغلوتامين، يقلل بشكل كبير من قدرة الخلايا البلعمية على امتصاص الدهون المعدلة، وبالتالي يحد من تحولها إلى خلايا رغوية. هذا يشير إلى أن استهداف هذا البروتين قد يكون استراتيجية علاجية واعدة.
بالإضافة إلى ذلك، تشير الأبحاث إلى أهمية مراقبة مستويات الغلوتامين في الجسم، حيث أن اختلال توازن هذه المادة قد يؤثر على وظيفة الخلايا المناعية ويزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. هذا يفتح الباب أمام دراسات مستقبلية حول تأثير النظام الغذائي وممارسة الرياضة على مستويات الغلوتامين.
تعتبر هذه النتائج ذات أهمية خاصة في سياق تزايد معدلات الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية على مستوى العالم. فهم الآليات الدقيقة التي تؤدي إلى تصلب الشرايين يمكن أن يساعد في تطوير علاجات أكثر فعالية وأساليب وقاية أفضل.
وتشير الدراسات الحديثة إلى أن عوامل مثل السمنة والسكري والتدخين تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب، وتؤثر أيضاً على وظيفة الخلايا المناعية واستقلابها. لذلك، فإن اتباع نمط حياة صحي يتضمن نظاماً غذائياً متوازناً وممارسة الرياضة بانتظام والإقلاع عن التدخين يعتبر أمراً ضرورياً للوقاية من هذه الأمراض.
أظهرت الدراسة أيضاً أن هناك اختلافات فردية في طريقة استجابة الخلايا المناعية للتغيرات الأيضية، مما يعني أن بعض الأشخاص قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بـ تصلب الشرايين من غيرهم. هذا يسلط الضوء على أهمية إجراء فحوصات دورية وتقييم المخاطر الفردية.
من المتوقع أن يستمر الباحثون في استكشاف هذه الآليات الجديدة، وتحديد الأهداف الدوائية المحتملة التي يمكن أن تساعد في علاج تصلب الشرايين. كما أنهم يخططون لإجراء المزيد من الدراسات السريرية لتقييم فعالية العلاجات الجديدة على البشر. النتائج النهائية لهذه الدراسات قد تستغرق عدة سنوات، ولكنها تحمل أملاً كبيراً في تحسين صحة القلب والأوعية الدموية.
اقرأ أيضاً:
أبرز فيروسات أثارت الجدل في 2025.. احذر هذه الأعراض
الإنفلونزا الخارقة تضرب بريطانيا.. أعراض مفاجئة وتحذيرات من العدوى السريعة
عدو القلب.. تقليل نوع واحد من الدهون قد ينقذك من الجلطة
احذر الجفاف.. 7 إشارات تنبهك لنقص الماء في جسمك
أعشاب تدمر الكلى وأخرى تحميها.. “توخى الحذر قبل التناول”

