طيارون احتياط ومتقاعدون: استمرار الحرب خطر على الجنود والمدنيين والأسرى

وقع مئات الطيارين الإسرائيليين المتقاعدين، إلى جانب عدد من عناصر الاحتياط في سلاح الجو، على عريضة نُشرت صباح اليوم، الخميس، تدعو الحكومة الإسرائيلية إلى إبرام صفقة فورية لإعادة جميع الأسرى من قطاع غزة، حتى لو تطلّب ذلك وقفًا فوريًا للحرب.
تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"
رغم الجهود التي بذلها قادة سلاح الجو الإسرائيلي لمنع نشر العريضة وثني الطيارين عن التوقيع عليها أو سحب توقيعاتهم، إلا أن تلك المحاولات باءت بالفشل. وقال الموقعون إن "الحرب الحالية تخدم مصالح سياسية وشخصية وليست أمنية"، وفق تعبيرهم.
وبحسب العريضة التي نشرت في الصحف الإسرائيلية، فإن الموقّعين طالبوا عموم الإسرائيليين بـ"الانخراط في حراك فعّال"، وشددوا على ضرورة التوصل إلى اتفاق يعيد الأسرى إلى منازلهم فورًا، مشيرين إلى أن "الوقت ينفد، وكل يوم تأخير يُعرّض حياتهم للخطر".
وتُظهر الفحوصات الأولية أن 10% من الموقّعين هم من جنود الاحتياط الفاعلين، معظمهم متطوّعون، بينما البقية من الضباط المتقاعدين من بينهم ضباط كبار في سلاح الجو ضمن قوات الاحتياط أو ضباط متقاعدين، بالإضافة إلى رئيس أركان سابق للجيش الإسرائيلي.
ومن بين الموقعين على العريضة شخصيات عسكرية بارزة في سلاح الجو، بينهم رئيس الأركان الأسبق، دان حالوتس، واللواء المتقاعد نمرود شيفر، إلى جانب عدد من كبار الضباط المتقاعدين مثل العميد آساف أغمون، اللواء غيل ريغيف، العميد راليك شفّير، وأمير هسكيل.
وتُعتبر الغالبية الساحقة من الموقّعين هم ضباط متقاعدون، فيما استخدم خمسة فقط من بين المئات الأحرف الأولى من أسمائهم، ما يُشير إلى أنهم من جنود الاحتياط الفاعلين الذين فضّلوا عدم الكشف عن هويتهم تفاديًا للإقصاء.
وعبّر مصدر أمني تحدث لإذاعة الجيش الإسرائيلي عن تحفظه الشديد من الخطوة، وقال "من يوقّع على هذا النوع من البيانات يفتقر إلى الثقة بقيادة سلاح الجو، وبرئيس الأركان، وبالمهام التي تُسند إليه. سيكون من الصعب استمراره في الخدمة".
وادعت مصادر في الجيش أن المحادثات التي أجراها رئيس الأركان وقائد سلاح الجو مؤخرًا مع عدد من جنود الاحتياط أفضت إلى تراجع بعضهم عن التوقيع. كما امتنع عدد من كبار الضباط الاحتياطيين الذين كانوا في طليعة احتجاجات عام 2023 من التوقيع على العريضة.
وتبرز العريضة كأحد أوسع مظاهر الاحتجاج داخل الجيش الإسرائيلي منذ بدء الحرب على غزة في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، وسط تصاعد الانتقادات التي تتهم الحكومة باستغلال الحرب لأغراض سياسية وشخصية، بدلًا من تحقيق الأهداف الأمنية المعلنة.
ورغم ضغوط قيادة سلاح الجو خلال الأيام الماضية، ومحاولات ثني جنود الاحتياط عن التوقيع أو سحب توقيعاتهم، لم تنجح هذه المساعي في منع نشر العريضة، التي وُصفت بأنها غير مسبوقة، خاصة أنها جاءت رغم "تحذيرات صريحة بالإقصاء من الخدمة".
المصدر: عرب 48

