شهدت فعاليات “صُنّاع الحِرَف” في مكة المكرمة إقبالاً كبيراً من الزوار منذ انطلاقها في 22 نوفمبر 2025. تجمع الفعاليات، التي تستمر حتى 26 نوفمبر، مجموعة متنوعة من العروض الحية التي تبرز مهارات الحرفيين السعوديين وتعيد إحياء الحِرف اليدوية التقليدية، وتسلط الضوء على عمق الإرث الحرفي في المملكة. تهدف هذه المبادرة إلى دعم الحرفيين المحليين وتعزيز التراث الوطني.
نظم حي حراء الثقافي فعاليات “صناع الحرف” بالتعاون مع هيئة التراث وعدد من الجهات الحكومية والخاصة. وقد أقيمت هذه الفعاليات بهدف إبراز المنتجات الحرفية السعودية، وتوفير منصة للحرفيين لعرض مهاراتهم وإبداعاتهم، بالإضافة إلى تعريف الأجيال الشابة بأهمية هذه الحرف في الهوية الثقافية السعودية. يرى القائمون على الفعالية أنها خطوة مهمة في جهود الحفاظ على التراث وتعزيزه.
فعاليات صناع الحرف: استعراض للإرث الحرفي السعودي
تضمنت فعاليات “صناع الحرف” تنظيم أركان متعددة تعرض نماذج متنوعة من الحرف التقليدية السعودية، مثل الفخار، والنسيج، وصناعة السبح، والمشغولات الخشبية. يقدم الحرفيون عروضًا حية أمام الجمهور، مما يتيح للزوار فرصة مشاهدة عملية صناعة هذه المنتجات عن كثب والتعرف على الأدوات والتقنيات المستخدمة. هذه العروض تساهم في تقدير الجهد والمهارة اليدوية التي يتطلبها إنتاج هذه الحرف.
ورش عمل تفاعلية للزوار
لم تقتصر الفعاليات على العروض البصرية، بل تضمنت أيضًا ورش عمل تفاعلية تهدف إلى إشراك الزوار من مختلف الأعمار في تجربة ممارسة الحرف اليدوية. أتاحت “ورشة الحرفي الصغير” للأطفال فرصة تعلم صناعة الفخار والطين بأساليب مبسطة ومناسبة لأعمارهم، مما يساعد على تنمية حسهم الإبداعي والتعرف على هذا الفن العريق. بالإضافة إلى ذلك، أقيمت ورش متخصصة في صناعة السبح والإكسسوارات، لتعزيز المهارات اليدوية والتشجيع على الابتكار في التصميم.
أهمية الحرف اليدوية في الثقافة السعودية
تعد الحِرف اليدوية جزءًا لا يتجزأ من الثقافة والتراث السعودي، حيث تعكس تاريخًا طويلًا من الإبداع والمهارة. وقد استخدمت هذه الحرف في تلبية الاحتياجات اليومية للمجتمع، وكذلك في إنتاج التحف الفنية والهدايا التذكارية. تعتبر هذه الحرف تعبيرًا عن الهوية المحلية، ووسيلة لنقل المعرفة والمهارات من جيل إلى جيل. تعتبر تنمية هذه الحرف جزءًا من استراتيجية وزارة الثقافة لتعزيز التراث الوطني.
تأتي هذه الفعاليات في سياق جهود متزايدة تسعى المملكة العربية السعودية إلى بذلها في مجال الحفاظ على التراث الثقافي وتعزيزه، وذلك من خلال دعم الحرفيين والمبادرات التي تهدف إلى إحياء الحرف التقليدية. تشمل هذه الجهود تقديم الدعم المالي والفني للحرفيين، وتوفير منصات لعرض منتجاتهم وتسويقها، وتنظيم الفعاليات والورش التدريبية التي تساهم في نقل المعرفة والمهارات.
من المتوقع أن تعلن هيئة التراث عن تقييم شامل لنتائج فعاليات “صناع الحرف” في مكة المكرمة، وربما مبادرات مماثلة في مناطق أخرى من المملكة. سيركز التقييم على مدى نجاح الفعاليات في تحقيق أهدافها المتمثلة في دعم الحرفيين، وتعزيز التراث الثقافي، وتشجيع السياحة الثقافية. وسيكون من المهم متابعة التطورات المتعلقة بالسياسات والبرامج الحكومية التي تهدف إلى حماية وتنمية الحِرف اليدوية في السعودية.
يمكنكم متابعة آخر الأخبار عبر حساب سيدتي على منصةإكس
