:
خضع فريق الفيلم السعودي “هجرة” لجلسة تصوير خلال فعاليات الدورة الخامسة من مهرجان البحر الأحمر السينمائي في جدة يوم 8 ديسمبر 2025. وتضمنت الجلسة المخرجة شهد أمين، والفنان نواف الظفيري، والطفلة لمار فادن، الذين شاركوا في التقاط صور تذكارية. يأتي هذا النشاط في ظل النجاح الذي حققه الفيلم وإشادات النقاد والجمهور به.
تم عرض الفيلم، الذي يركز على قصة عاطفية ذات بعد روحي، يومي السبت والأحد الماضيين ضمن فعاليات المهرجان، وحظي باستقبال حافل. وتستعرض الأحداث قضايا تتعلق بالمرأة السعودية، والتراث الثقافي، وعلاقات الأجيال، مما جعله محط أنظار المهتمين بالصناعة السينمائية في المنطقة.
“هجرة“: فيلم سعودي يثير الإعجاب ويحظى بتقدير دولي
يحكي فيلم “هجرة” قصة جدة وابنتيها خلال رحلتهن من الطائف إلى مكة المكرمة لأداء فريضة الحج. تتصاعد الأحداث بشكل درامي عندما تختفي الابنة الكبرى، مما يدفع الجدة وحفيدتها الصغرى لخوض رحلة بحث مضنية في مناطق مختلفة من المملكة. يركز الفيلم على التحديات التي تواجهها المرأة السعودية في المجتمع، بالإضافة إلى استكشاف عمق العلاقة بين الأجيال المختلفة.
اختارت مجلة “سكرين إنترناشونال” المرموقة الطفلة لمار فادن، إحدى بطلات الفيلم، كإحدى “نجوم الغد” في فعاليات مهرجان البحر الأحمر السينمائي. هذا التكريم يسلط الضوء على المواهب السينمائية الشابة الواعدة في العالم العربي، ويؤكد على قدرة السينما السعودية على تقديم أصوات جديدة ومتميزة. هذا الاختيار يعزز مكانة الفيلم “هجرة” كعمل سينمائي مهم.
إنتاج الفيلم ومواقع التصوير
تم تصوير فيلم “هجرة” في ثماني مدن سعودية مختلفة، مما يعكس التنوع الجغرافي والثقافي للمملكة. أشرفت على الإخراج والتأليف شهد أمين، بينما تولى فريق التمثيل المكون من نخبة من الفنانين السعوديين تقديم أداء متميز، من بينهم خيرية نظمي، ورغد بخاري، وعبدالسلام الحويطي، ولنا قمصاني، وغالية أمين، وبراء عالم. استغرق العمل على الفيلم عدة أشهر من التحضير والتصوير والمونتاج لضمان تقديم قصة مؤثرة بصريًا وروحيًا.
يعتبر الفيلم إضافة نوعية للسينما السعودية، حيث يقدم قصة إنسانية تتناول قضايا مهمة بطريقة مبتكرة. وقد أشاد النقاد بالفيلم لتناوله موضوعات اجتماعية وثقافية بطريقة حساسة ومدروسة، بالإضافة إلى الأداء القوي لفريق التمثيل والإخراج المتقن. تلقى الفيلم تغطية إعلامية واسعة، مما ساهم في زيادة الوعي حوله وجذب المزيد من المشاهدين.
لا يقتصر تأثير فيلم “هجرة” على الجانب الفني والثقافي فحسب، بل يمتد ليشمل الجانب السياحي. حيث يسلط الضوء على جمال وتنوع المناظر الطبيعية في المملكة العربية السعودية، مما قد يشجع السياح على زيارة هذه المناطق واستكشافها. بالإضافة إلى ذلك، يقدم الفيلم صورة إيجابية عن المجتمع السعودي وثقافته، مما يعزز مكانة المملكة كوجهة سياحية عالمية. تشجيع السياحة هو أحد أهداف رؤية المملكة 2030.
تأتي هذه التطورات في ظل دعم متزايد لصناعة السينما في المملكة العربية السعودية، حيث تشجع وزارة الثقافة والإعلام على إنتاج الأفلام المحلية وتوفير التمويل اللازم لها. بالإضافة إلى ذلك، يتم تنظيم العديد من المهرجانات السينمائية والفعاليات الثقافية التي تهدف إلى تعزيز الوعي بأهمية السينما ودورها في المجتمع. هذا الدعم ساهم في زيادة عدد الأفلام السعودية التي يتم إنتاجها وعرضها في المهرجانات الدولية.
من المتوقع أن يستمر عرض فيلم “هجرة” في العديد من المهرجانات السينمائية الدولية خلال الأشهر القادمة، مما سيزيد من انتشاره وتقديره. كما تجري حالياً مشاورات لتحديد موعد إطلاقه تجارياً في دور السينما داخل المملكة وخارجها. ومع ذلك، لا تزال تفاصيل هذه الخطوة غير مؤكدة، وستعتمد على نتائج المفاوضات مع الشركات الموزعة. يجب متابعة التطورات فيما يتعلق بحقوق توزيع الفيلم.
يتيح الفيلم “هجرة” فرصة لمناقشة قضايا مهمة مثل دور المرأة، والتراث الثقافي، والتحديات الاجتماعية التي تواجه المجتمعات التقليدية. هذه المناقشات ضرورية لتعزيز التفاهم والحوار بين الثقافات المختلفة، والمساهمة في بناء مجتمع أكثر تسامحًا وتقديرًا للتنوع. الفيلم يمثل نقطة تحول في السينما السعودية، ويفتح الباب أمام المزيد من الأعمال المتميزة التي تعكس الواقع والأحلام.
