عُمان وإسبانيا.. تعاون استراتيجي جديد في الطاقة وإدارة المياه | الخليج أونلاين

زيارة السلطان هيثم بن طارق إلى إسبانيا: تعزيز للشراكة الاقتصادية والطاقة النظيفة

تُعد زيارة السلطان هيثم بن طارق إلى إسبانيا، التي أجريت في 3 نوفمبر 2025، خطوة مهمة في تعزيز العلاقات الاقتصادية والطاقة النظيفة بين سلطنة عُمان وإسبانيا. خلال هذه الزيارة، تم توقيع اتفاقية و6 مذكرات تفاهم شملت مجالات الطاقة وإدارة المياه والتجارة والثقافة.

شراكة طاقوية وتنموية

أبرز مخرجات الزيارة كانت في مجال الطاقة، حيث تم توقيع مذكرة بين الشركة العُمانية للغاز الطبيعي المسال وشركة ناتورجي الإسبانية لاستكشاف اتفاقية بيع وشراء غاز طبيعي مسال طويل الأمد. تشمل هذه الاتفاقية توريد ما يصل إلى مليون طن سنوياً لمدة 10 سنوات اعتباراً من عام 2030. كما تم الاتفاق على استثمار مشترك لبناء سفينة جديدة لنقل الغاز الطبيعي المسال بالتعاون مع شركة “أسياد” للنقل البحري.

التوسع في الطاقة النظيفة

يمتد التعاون العُماني الإسباني إلى مجالات الطاقة النظيفة، حيث اتفقت السلطنة مع تحالف شركات إسبانية ودولية لتطوير مشروع متقدم لإنتاج الميثانول الأخضر بمحافظة ظفار. هذا المشروع يعزز مكانة السلطنة كشريك رئيسي في مبادرات الاتحاد الأوروبي للوقود الأخضر.

فرصة استراتيجية

يعتقد الخبير الاقتصادي الدكتور أحمد ذكر الله أن المسارات الثلاثة للتعاون بين عُمان وإسبانيا تمثل قنوات دخول مباشرة وقوية للسلطنة نحو السوق الأوروبي. كما أن إدخال تقنيات الذكاء الاصطناعي في إدارة مشاريع المياه يُعد خطوة مهمة لعُمان، حيث يسهم في تقليل الفاقد من خلال كشف التسريبات وتحليل الاستهلاك.

تعزيز التعاون في إدارة المياه

اتفق الجانبان على التعاون في مجالات مشاريع مياه حيوية، في إطار رؤية مشتركة لتبادل الخبرات وتنويع الاستثمارات بين الجانبين. سيعمل البلدان على تطوير التعاون في إدارة المياه والصرف الصحي، عبر حلول مبتكرة قائمة على الذكاء الاصطناعي.

شراكات اقتصادية وثقافية

شملت مذكرات التفاهم مجالات التجارة والاستثمار والثقافة والرياضة والأمن الغذائي، لترسيخ شراكة اقتصادية شاملة بين البلدين. كما تم توقيع اتفاقية إعفاء متبادل من التأشيرات لحاملي جوازات السفر الدبلوماسية والخاصة والخدمة، مما يسهل حركة الوفود الرسمية ويوسّع قنوات التواصل المؤسسي.

تعزيز التبادل التجاري والاستثماري

تشير بيانات وزارة الصناعة والتجارة الإسبانية إلى أن حجم التبادل التجاري بين البلدين بلغ أكثر من 691 مليون دولار في عام 2023. تسعى السلطنة إلى جذب استثمارات أجنبية تتجاوز 10 مليارات دولار سنوياً، خاصة في قطاعات الهيدروجين الأخضر والموانئ والخدمات اللوجستية والأمن الغذائي.

خاتمة

تُعد زيارة السلطان هيثم بن طارق إلى إسبانيا خطوة مهمة في تعزيز العلاقات الاقتصادية والطاقة النظيفة بين سلطنة عُمان وإسبانيا. من خلال توقيع اتفاقية و6 مذكرات تفاهم، يعزز البلدان شراكتهما في مجالات متعددة، مما يفتح آفاقاً جديدة للتعاون والتنمية المستدامة. هذه الخطوات تعكس رغبة مشتركة في بناء تعاون اقتصادي استراتيجي طويل الأمد، يدعم التنمية المستدامة في البلدين.