تعزيز العمل الأمني الخليجي المشترك: إنجازات وتحديات
عقد وزراء الداخلية بدول مجلس التعاون الخليجي اجتماعهم الثاني والأربعين، برئاسة الشيخ فهد يوسف سعود الصباح، النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الكويتي. وقد شهد الاجتماع مناقشات حول الجهود المبذولة لتطوير منظومة العمل الأمني المشترك بين دول المجلس، بهدف تعزيز التكامل الأمني وتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.
جهود تعزيز التكامل الأمني
قال الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، جاسم البديوي، إن “الجهود المشتركة لوزارات الداخلية في دول المجلس تمثل نموذجاً مميزاً للتكامل والتنسيق الأمني”. وقد أسفرت هذه الجهود عن إنجازات نوعية عززت أمن واستقرار دول المجلس، ومنها الاستراتيجية الخليجية لمكافحة المخدرات 2025-2028، وإنجاز مشروع تطوير الأنظمة وربط المخالفات المرورية بين دول المجلس بنسبة عالية جداً.
الاستراتيجيات الأمنية الموحدة
أكد البديوي أن الاجتماع ناقش وضع الأسس العملية لتطبيق الاستراتيجيات الأمنية الموحدة، بهدف تعزيز كفاءة الأجهزة الأمنية وتجسيد وحدة الموقف الخليجي في مواجهة التحديات الراهنة والمستقبلية. وقد شهد الاجتماع إقرار عدد من المبادرات الأمنية الخليجية، من أبرزها الاستراتيجية الخليجية الأمنية لمكافحة جرائم غسل الأموال 2026-2030، وإعداد ورشة الاستراتيجية الخليجية لمكافحة الجرائم الإلكترونية والذكاء الاصطناعي بالتعاون مع مكتب الأمم المتحدة.
إنجازات ومبادرات أمنية
أشار البديوي إلى أن الاجتماع أقر عدداً من المبادرات الأمنية الخليجية، منها مبادرة مؤتمر الأمن الخليجي 2027 في أبوظبي، ومشروع النقطة الواحدة للسفر جواً بين الإمارات والبحرين المزمع إطلاقه خلال العام الجاري. كما تمت الموافقة على إقامة التمرين التعبوي المشترك “أمن الخليج العربي 4” في دولة قطر خلال شهر فبراير المقبل.
تعزيز التعاون الأمني في مواجهة التحديات
في ظل التحديات الأمنية المتزايدة في منطقة الشرق الأوسط، يأتي تعزيز التعاون الأمني بين دول مجلس التعاون الخليجي كخطوة هامة نحو تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة. وقد أطلق مجلس التعاون الخليجي، في مارس 2024، رؤيته للأمن الإقليمي، التي تهدف إلى تجنيب منطقة الخليج تداعيات الحروب ومعالجة الأزمات الإقليمية.
خاتمة
في ختام الاجتماع، أكد وزراء الداخلية بدول مجلس التعاون الخليجي على أهمية تعزيز مسيرة التعاون الأمني المشتركة. وقد جاءت هذه الجهود لتؤكد على التزام دول المجلس بتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، وتحقيق التكامل الأمني بين دولها. ومع استمرار التحديات الأمنية في المنطقة، يبقى العمل المشترك والتنسيق الأمني بين دول مجلس التعاون الخليجي هو السبيل الأمثل لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.
