الثقافة البصرية مفهومها وأهميتها.. بوابة لاكتشاف العالم المعاصر

الثقافة البصرية هي خبرات الإنسان البصرية المتراكمة عبر تاريخه، وهي محصلة التفاعلات والمدخلات التي يحياها طوال عمره من خلال تشكيل حياته، أو التي تنتقل إليه عبر الأجيال، ويستطيع الإنسان أن ينميها من خلال ممارسته للخبرة البصرية الشاملة التي تتفاعل فيها جميع الحواس، وفي عصرنا الرقمي الحالي، أصبحت الثقافة البصرية ضرورية؛ لأن الصور والفيديوهات أصبحت جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية وتؤثر في تشكيل فهمنا للعالم من حولنا.
الثقافة البصرية مفهوم يرتبط بالفن والتصميم ولها تطبيقات أوسع نطاقاً
يقول أحمد عبد الرحمن الباحث في التصوير بكلية الفنون الجميلة جامعة الإسكندرية لـ”سيدتي”: البصر حاسة تزود الإنسان بالمعلومات وتساهم إلى جانب السمع، في تكوين الشخص الثقافي، كما تساهم في تشكيل قدرته على رؤية الأشياء، والآن أصبحت الصورة تلعب دوراً أساسياً في الحياة المعاصرة؛ فنادراً ما نجد نشاطاً إنسانياً لا يستعين بالصورة، فهو مفهوم يرتبط بالفن والتصميم، وله تطبيقات أوسع نطاقاً، فالثقافة البصرية هي القدرة على رؤية وتفسير وفهم الرسائل التي تصلنا عبر الصور والمواد المرئية الأخرى كالفيديوهات، والإعلانات، والرموز؛ فهـي المحـرك الأول لجميـع مواقـع التواصـل الاجتماعـي اليـوم، وهي مجموعة من القدرات التي تُمكن الفرد من العثور على الصور والوسائط البصرية وتفسيرها وتقييمها واستخدامها وإنشائها بفاعلية.
الثقافة البصرية في مفهومها لها أكثر من دور
يقول أحمد عبد الرحمن إن الثقافة البصرية في مفهومها أصبحت تُشكل جزءاً كبيراً من لغتنا والتواصل اليوم؛ فهي تُعتبر لغة العصر الآن، فقد أصبح دور الصورة أكبر من مجرد كلمة، حيث أصبحت تُشكل جزءاً كبيراً من لغتنا والتواصل اليوم، وهي القدرة على تفسير المعلومات البصرية من حولنا وفهمها وإنشائها بفاعلية، حيث تشمل فهم القوى الثقافية والاجتماعية والأخلاقية والتقنية التي تشكل الصور والوسائط البصرية، من الرسومات والرسوم البيانية إلى مقاطع الفيديو والصور، وإعطاءها معنى وتفسيراً، بالإضافة إلى دمجها مع الخبرات الأخرى، وهي في جوهرها، تسمح للأفراد بأن يكونوا مستهلكين ومُنتجين واعين للمحتوى البصري في عالمنا الحديث، كما إنها مجال يدرس دور الصور في المجتمع، ويمكّن الأفراد من التعامل مع المحتوى المرئي بفاعلية، وهو مهارة ضرورية في العصر الرقمي اليوم.
وإذا تابعت الرابط التالي فستتعرفين أن: الفنون البصرية تقيم معرضين فنيين للاحتفاء بجائزة المملكة الفوتوغرافية في جدة
للثقافة البصرية أهمية كبيرة في عالمنا المعاصر
يقول عبد الرحمن: للثقافة البصرية أهمية كبيرة في عالمنا المعاصر، حيث تُمكن الأفراد من تحليل وتفسير الرسائل المرئية المختلفة؛ ما يعزز مهارات التفكير النقدي والإبداعي، وتساعد في تحويل المفاهيم المعقدة إلى أشكال ملموسة، كما تُسهم في فهم الهوية الثقافية والحفاظ عليها في ظل تأثير وسائل التواصل الاجتماعي، كما تكمن أهميتها أيضاً كالآتي:

التواصل
تُمكننا من فهم التواصل البصري والتفاعل معه بشكل فعَّال؛ ففي العديد من الثقافات، يرتبط الحفاظ على التواصل البصري باللباقة والثقة والصدق؛ لأنها جزء أساسي من التواصل غير اللفظي، حيث ينقل معاني اجتماعية متنوعة مثل الثقة والاهتمام والحالة النفسية، فيساعد التواصل البصري في لفت انتباه الشخص و فهم حالته العاطفية.
التعليم
تكمن أهمية الثقافة البصرية في أنها تعزز مهارات التواصل والتعليم من خلال تمكين الأفراد من فهم وتحليل وإنشاء المحتوى المرئي بفاعلية؛ فهي تساعد على سرعة فهم المعلومات، وتطوير التفكير النقدي، وتسهيل التعلم عبر مواد بصرية مثل الرسوم البيانية والصور، كما تساعد في تحويل المفاهيم المعقدة إلى صور واضحة؛ ما يسهل عملية التعلم.
الحياة اليومية
تساعدنا على تحليل الرسائل البصرية، وتحديد ما إذا كانت المعلومات دقيقة أو مضللة، كما تقوم بتنمية مهاراتنا الحياتية الأساسية، حيث إن فهم وتفسير الرسائل المرئية عبارة عن مهارة حيوية للنجاح في الحياة اليومية وفرص العمل.
التأثير الثقافي
تكمن أهميتها في دورها في تفسير وتشكيل فهمنا للعالم من خلال الصور؛ ما يؤثر في سلوكنا وقيمنا وقدرتنا على التفكير النقدي والتواصل، فهي أداة حيوية لنقل المعرفة، وتشجيع الإبداع، وتعزيز التفاهم الثقافي من خلال التعبير الفني والتسويق والتواصل في العصر الرقمي، فذلك يؤثر في كيفية إدراكنا للمتغيرات الاجتماعية، ويشكل طرق تفاعلنا مع العالم.
الحفاظ على الهوية الثقافية
تلعب الفنون البصرية دوراً مهماً في التعبير عن هوية المجتمعات وثقافاتها، وتساعد في الحفاظ على التراث الثقافي، وذلك عبر تجسيد الرموز والقصص والقيم المجتمعية، وتوفير وسيلة لنقل التراث من جيل لآخر بطرق مبتكرة وجذابة.
فهم العالم
حيث تشكل رؤيتنا من خلال الألوان والرموز والأشكال، وتؤثر في كيفية تفسيرنا للمعلومات، وتدعم التفكير النقدي والتفاعل الاجتماعي، كما تساعدنا في تفسير العالم من حولنا وفهمه من خلال تحليل الرسائل التي تحملها الصور، بشكل أفضل خاصة في عصر تهيمن فيه الصور والوسائط البصرية على نقل المعلومات.
الاستهلاك النقدي للوسائط
تؤثر الثقافة البصرية بشكل كبير في المستهلك، وذلك من خلال ربط السلع بالهوية، بينما يشجع الاستهلاك النقدي للوسائط على التحليل الواعي لهذه الصور لفهم رسائلها الخفية وتجنب التأثيرات السلبية للاستهلاك المفرط تُمكن الأفراد من أن يكونوا مستهلكين نقديين للصور التي يتعرضون لها يومياً.
التواصل والإبداع
توسع نطاق الإبداع وتسهِّل الوصول إلى التراث الثقافي من خلال التقنيات مثل الواقع الافتراضي ووسائل التواصل الاجتماعي التي تسمح بنشر الأعمال على نطاق عالمي، كما تمنح أدوات للتواصل وإنشاء محتوى بصري فعَّال.
التعامل مع العصر الرقمي
تكمن أهميتها في العصر الرقمي في أنها تمكن الأفراد من فهم العالم الرقمي، والتفاعل معه بفاعلية، وذلك من خلال القدرة على تحليل وتقييم وتفسير المعلومات المرئية المتزايدة، وتحسين التواصل والإبداع، وتطوير مهارات التفكير النقدي وحل المشكلات، كما تُعتبر مهارة أساسية في عصر تهيمن فيه الوسائط الرقمية على حياتنا.
تابعي المزيد: فنانة كورية تحول وجهها للوحات سريالية مدهشة عبر الإيهام البصري من خلال فن الماكياج

