وقعت شركة مايكروسوفت اتفاقية تعاون مع صندوق الاستثمارات العامة السعودي وشركة تقنية المعلومات السعودية (STC) بهدف استكشاف تطوير خدمات الحوسبة السحابية السيادية داخل المملكة. وتعتبر هذه الخطوة جزءًا من توجه متزايد نحو تعزيز البنية التحتية السحابية المحلية، مما يعزز من أمن البيانات ويتوافق مع الأنظمة والقوانين السعودية. وتأتي هذه المذكرة في وقت تشهد فيه المملكة العربية السعودية استثمارات ضخمة في مجال مراكز البيانات.
تهدف الشراكة إلى بناء خدمات سحابية تتمتع بمستويات حماية أعلى من المعتاد، بالإضافة إلى التزامها الكامل باللوائح والمعايير التنظيمية المحلية. ووفقًا لتقرير صادر عن وكالة رويترز، فإن تطوير هذه الخدمات يأتي استجابةً للطلب المتزايد على حلول سحابية آمنة ومتوافقة في المملكة.
توسع الاستثمار في مراكز البيانات السحابية في السعودية
يتزامن هذا التطور مع زيادة ملحوظة في جهود الشركات السعودية لتطوير مراكز بيانات متقدمة داخل البلاد. هذا التوسع يعكس رؤية المملكة في أن تصبح مركزًا إقليميًا رئيسيًا للبيانات والذكاء الاصطناعي. وتستهدف هذه الاستثمارات دعم التحول الرقمي والاقتصاد القائم على المعرفة.
مبادرات شركة هيومان السعودية للذكاء الاصطناعي
أعلنت شركة هيومان، وهي شركة سعودية متخصصة في الذكاء الاصطناعي، عن خطط لبناء مجموعة جديدة من مراكز البيانات بقدرة إجمالية تبلغ 2 غيغاواط، وفقًا لتقرير بلومبيرغ. ويهدف هذا التوسع إلى تلبية احتياجات شركة لومى إيه آي (Luma AI) المتزايدة في مجال توليد مقاطع الفيديو باستخدام الذكاء الاصطناعي.
تتعاون شركة هيومان مع شركات تقنية عالمية رائدة مثل إيه إم دي (AMD) وسيسكو (Cisco) لتنفيذ هذه المشاريع. وقد صرح طارق أمين، الرئيس التنفيذي لشركة هيومان، أن هذه الجهود من شأنها أن تجعل من المملكة مركزًا رئيسيًا لمراكز بيانات الذكاء الاصطناعي على غرار شركة كورويف (Coreweave) الرائدة عالميًا.
شراكات مع كبرى شركات التكنولوجيا
بالإضافة إلى ذلك، تمكنت شركة هيومان من الحصول على شرائح متطورة للذكاء الاصطناعي من شركة إنفيديا (NVIDIA) لاستخدامها في مركز بيانات جديد في الرياض. وتعمل أيضًا على إنشاء مركز بيانات لشركة إكس ايه آي (XAI) التابعة لإيلون ماسك، والذي ستتجاوز قوته 500 ميغاواط. هذه الشراكات تؤكد على الثقة المتزايدة في السوق السعودية من قبل الشركات التقنية العالمية.
وتشير هذه التطورات إلى تحول استراتيجي في مجال الحوسبة السحابية في السعودية، مع التركيز بشكل متزايد على السيادة والأمن والامتثال للوائح المحلية. إن الحوسبة السحابية تُعدّ حجر الزاوية في مساعي المملكة للتحول الرقمي، ويساهم تطوير البنية التحتية المحلية في تحقيق هذا الهدف. كما أن زيادة القدرة الاستيعابية لمراكز البيانات ستدعم تطبيقات الذكاء الاصطناعي المتنامية.
وترتبط هذه الاستثمارات ببرنامج رؤية 2030 الذي يركز على تنويع الاقتصاد وتعزيز الابتكار. وتعتبر البيانات والذكاء الاصطناعي من أهم محركات النمو في الاقتصاد الرقمي، وتسعى المملكة إلى الاستفادة القصوى من هذه التقنيات. بالإضافة إلى ذلك، فإن تطوير البنية التحتية السحابية المحلية يخلق فرصًا وظيفية جديدة ويساهم في تطوير المهارات الرقمية.
ويتوقع أن يشهد قطاع مراكز البيانات في المملكة العربية السعودية نموًا كبيرًا في السنوات القادمة، مدفوعًا بالطلب المتزايد على الخدمات السحابية واستثمارات الحكومة والقطاع الخاص. ويرتبط هذا النمو أيضًا بالتحول نحو تبني تقنيات الجيل الخامس (5G) وإنترنت الأشياء (IoT)، والتي تتطلب بنية تحتية قوية وقدرة معالجة كبيرة للبيانات. مراكز البيانات تُعدّ ضرورية لدعم هذه التطبيقات الناشئة.
ومع ذلك، لا تزال هناك بعض التحديات التي تواجه تطوير هذا القطاع، بما في ذلك توافر الأراضي المناسبة، وتكاليف الطاقة، والمهارات المتخصصة. وتعمل الحكومة السعودية على معالجة هذه التحديات من خلال تقديم حوافز للمستثمرين وتطوير برامج تدريبية لتأهيل الكفاءات الوطنية. ومن المتوقع أن تشهد المملكة العربية السعودية نموًا سريعًا في البنية التحتية الرقمية خلال الفترة القادمة.
من المتوقع أن يتم الإعلان عن تفاصيل إضافية حول خطط مايكروسوفت وشركائها في الأشهر القليلة المقبلة. ويتعين متابعة التطورات التنظيمية المتعلقة بالبيانات السحابية في السعودية، بالإضافة إلى الاستثمارات المستمرة في البنية التحتية الرقمية، لتقييم تأثير هذه التطورات على المدى الطويل. وتعتبر هذه الخطوات مؤشرًا على التزام المملكة بأن تصبح رائدة في مجال الابتكار الرقمي.
