شاهد.. أحدث الروبوتات البشرية اليابانية تطفئ النيران وتنقذ القطط

كشفت شركة كاواساكي للصناعات الثقيلة عن أحدث ابتكاراتها في مجال الروبوتات البشرية خلال فعاليات معرض “طوكيو بيغ سايت” في اليابان. وقد أظهر الروبوت قدرات مذهلة تشمل رفع أوزان تتجاوز 30 كيلوغرامًا، وإطفاء الحرائق، وحتى مهام الإنقاذ الدقيقة. يمثل هذا التطور خطوة مهمة في سعي الشركات اليابانية لتعزيز دور الروبوتات في مختلف القطاعات الصناعية والخدمية.
تم عرض الروبوت الجديد، الذي لم يتم الكشف عن اسمه التجاري بعد، في المعرض الذي يقام حاليًا في العاصمة طوكيو. وقد لفت انتباه الزوار بقدرته على التعامل مع مهام تتطلب قوة بدنية ومهارة، مما يجعله مرشحًا مثاليًا للاستخدام في البيئات الخطرة أو التي تتطلب مجهودًا بدنيًا كبيرًا. وتأتي هذه الخطوة في ظل تزايد الاهتمام بتقنيات الأتمتة والذكاء الاصطناعي في اليابان.
تطوير الروبوتات البشرية: تركيز كاواساكي على القوة والصلابة
ركزت كاواساكي في تصميم هذا الروبوت على جعله متوافقًا مع استخدام المعدات والأدوات البشرية الحالية، بحسب ما ذكرته الشركة لموقع “ذا نيشن”. يهدف هذا النهج إلى تقليل الحاجة إلى تطوير معدات خاصة بالروبوت، وبالتالي خفض التكاليف وتسريع عملية التطبيق. ويعتبر هذا التوجه استجابة للتحديات الديموغرافية التي تواجهها اليابان، والتي تشمل شيخوخة السكان ونقص العمالة.
قدرات الروبوت المتنوعة
لا تقتصر قدرات الروبوت على القوة البدنية فحسب، بل تشمل أيضًا التحكم عن بعد، والقدرة على التنقل بشكل مستقل وتجنب العوائق. ومع ذلك، تتطلب بعض المهام الدقيقة، مثل إنقاذ دمية قطة خلال العرض، تدخلًا بشريًا يتم عبر ارتداء خوذة للواقع الافتراضي. هذا يشير إلى أن الروبوت لا يزال بحاجة إلى إشراف بشري في بعض الحالات.
وبالرغم من وجود منافسين، خاصة من الصين، في مجال تطوير الروبوتات البشرية، إلا أن كاواساكي تركز بشكل أساسي على المتانة والصلابة والاستخدام العملي. يصل طول الروبوت إلى 191 سنتيمترًا ويزنه 99 كيلوغرامًا، مع هيكل وأذرع وأقدام سميكة، مما يعكس هذا التركيز على القوة والموثوقية. هذا التصميم يختلف عن بعض الروبوتات الأخرى التي تركز على المظهر الخارجي الأكثر جاذبية.
يأتي هذا الكشف في سياق أوسع يشهد فيه قطاع الروبوتات نموًا سريعًا في اليابان. وتستثمر الحكومة والشركات بشكل كبير في تطوير هذه التقنيات، بهدف تعزيز الإنتاجية وتحسين جودة الحياة. وتشمل التطبيقات المحتملة لهذه الروبوتات قطاعات مثل التصنيع والرعاية الصحية والخدمات اللوجستية.
بالإضافة إلى الروبوتات البشرية، شهد معرض “طوكيو بيغ سايت” أيضًا عرضًا لمجموعة متنوعة من الذكاء الاصطناعي ونماذج الروبوتات الأخرى المصممة لأغراض مختلفة. يعكس هذا التنوع الجهود المبذولة في اليابان لتغطية جميع جوانب تقنيات الأتمتة والذكاء الاصطناعي. وتشير التقارير إلى أن اليابان تسعى لتصبح رائدة عالميًا في هذا المجال.
من الجدير بالذكر أن تطوير الروبوتات البشرية يثير أيضًا بعض المخاوف الأخلاقية والاجتماعية، مثل تأثيرها على سوق العمل ومسائل الخصوصية والأمان. وتعمل الحكومة اليابانية على وضع إطار تنظيمي للتعامل مع هذه القضايا، وضمان استخدام هذه التقنيات بشكل مسؤول. وتعتبر هذه النقطة جزءًا أساسيًا من النقاش الدائر حول مستقبل الروبوتات.
في الختام، يمثل الكشف عن الروبوت البشري الجديد من قبل كاواساكي خطوة مهمة في تطوير هذه التقنية في اليابان. من المتوقع أن تخضع الروبوتات لمزيد من الاختبارات والتطوير قبل طرحها تجاريًا. وسيكون من المهم مراقبة التطورات التنظيمية والاجتماعية المصاحبة لانتشار هذه التقنيات، وتقييم تأثيرها على مختلف جوانب الحياة في اليابان والعالم.

