كيف ستغيّر “جي 5” مستقبل القطاعات الحيوية؟ هنري كالفرت يجيب من “إم دبليو سي 25”

مع انطلاق فعاليات مؤتمر الجوال العالمي (MWC24) في الدوحة، تتجه الأنظار نحو مستقبل شبكات الجيل الخامس (5G) ودورها المحوري في تسريع التحول الرقمي على مستوى العالم. يشكل نشر وتوسيع نطاق شبكات الجيل الخامس التحدي الأبرز في هذه المرحلة، حيث يبرز سؤال مدى قدرة هذه الشبكات على تحقيق الإمكانات المتوقعة لها، خاصة في الأسواق الناشئة.
تعد هذه النسخة من المؤتمر محطة هامة لمناقشة التحديات التي تواجه تطوير البنية التحتية للاتصالات، وتبادل الخبرات حول أحدث التقنيات والابتكارات في هذا المجال. كما تستعرض الشركات الرائدة في قطاع الاتصالات رؤيتها لمستقبل الاتصالات، وكيف يمكن لتقنيات الجيل الخامس أن تدعم مختلف القطاعات الاقتصادية.
تحديات نشر شبكات الجيل الخامس والتحول الرقمي
على الرغم من التوسع السريع في تبني تقنيات الجيل الخامس حول العالم، إلا أن هناك عدة تحديات وعقبات تواجه هذا التبني. يرى خبراء الصناعة أن التحدي الأكبر يكمن في الانتقال من مرحلة توفير الخدمات للمستهلكين إلى مرحلة تقديم حلول متكاملة للشركات والمؤسسات.
أشار هنري كالفرت، رئيس قسم الشبكات في “جي إس إم إيه” (GSMA)، إلى أن إطلاق شبكة الجيل الخامس كان أسرع بكثير مقارنة بالأجيال السابقة، لكن الاستفادة الكاملة من قدراتها لا تزال محدودة في قطاع الأعمال. وأضاف أن الشركات تواجه صعوبات في الحصول على اتصالات مخصصة عبر الشبكة المتنقلة، الأمر الذي يستغرق وقتاً طويلاً مقارنة بسهولة الحصول على خدمات تخزين ومعالجة سحابية.
تبني التقنيات في قطاع الأعمال والأسواق الناشئة
تتطلب تسريع تبني تقنيات الجيل الخامس في قطاع الأعمال تطوير حلول مبتكرة تجعل الاستفادة من هذه التقنيات أسهل وأكثر كفاءة. تشمل هذه الحلول مبادرات مثل “أوبن غيت واي” (Open Gateway) و”فيوجن” (Fusion)، التي تهدف إلى جعل الشبكة قابلة للبرمجة وتوفير خدمات متخصصة للشركات.
بالإضافة إلى ذلك، يواجه نشر شبكات الجيل الخامس في الأسواق الناشئة تحديات خاصة تتعلق بالبنية التحتية، والتكاليف، واللوائح التنظيمية. يتطلب التغلب على هذه التحديات استثمارات كبيرة وتعاوناً وثيقاً بين الحكومات وشركات الاتصالات.
القطاعات الأكثر استفادة من الجيل الخامس
يساهم التحول الرقمي، المدعوم بتقنيات الجيل الخامس، في تطوير مختلف القطاعات الاقتصادية. تشمل القطاعات الأكثر استفادة من هذه التقنيات التنقل والمواصلات، والتكنولوجيا المالية، وصناعة السيارات، والطيران.
في قطاع التنقل والمواصلات، يمكن لتقنيات الجيل الخامس دعم تطبيقات مثل القيادة الذاتية، وأنظمة إدارة حركة المرور الذكية، وتوفير خدمات معلومات دقيقة للمسافرين. وفي قطاع التكنولوجيا المالية، يمكن لهذه التقنيات تحسين أمن وفاعلية عمليات الدفع الإلكتروني، ومكافحة الاحتيال.
أما في قطاع صناعة السيارات، فيمكن لتقنيات الجيل الخامس تمكين جمع البيانات عن المركبات وتحليلها لتحسين الأداء والسلامة، بالإضافة إلى توفير خدمات ترفيهية للمستخدمين. وفي قطاع الطيران، يمكن لهذه التقنيات دعم عمليات الاتصال والبيانات في المطارات والطائرات، مما يساعد على تحسين كفاءة العمليات وتقليل التأخير.
الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء
يعتبر الذكاء الاصطناعي (AI) وإنترنت الأشياء (IoT) من التقنيات الرئيسية التي تعتمد على الجيل الخامس. تتيح شبكات الجيل الخامس عالية السرعة والمنخفضة الاستجابة جمع وتحليل كميات هائلة من البيانات من أجهزة إنترنت الأشياء، مما يساعد على اتخاذ قرارات أفضل وتحسين الكفاءة.
كما يمكن لتقنيات الجيل الخامس دعم تطبيقات الذكاء الاصطناعي مثل الواقع المعزز والافتراضي، والتحليلات التنبؤية، والروبوتات الذكية. وهذه التطبيقات يمكن أن تحدث ثورة في مختلف القطاعات، بما في ذلك التصنيع والرعاية الصحية والتعليم.
الخصوصية وأمن البيانات
مع تزايد استخدام تقنيات الجيل الخامس، تزداد أهمية قضايا الخصوصية وأمن البيانات. يجب على الحكومات وشركات الاتصالات وضع قوانين ولوائح صارمة لحماية بيانات المستخدمين وضمان عدم إساءة استخدامها.
يشير الخبراء إلى أهمية تطوير نماذج للثقة تتيح للمستخدمين التحكم في بياناتهم والموافقة على استخدامها. كما يجب على الشركات الاستثمار في تقنيات أمن البيانات المتقدمة لحماية المستخدمين من التهديدات السيبرانية.
من المتوقع أن تشهد الأشهر القادمة المزيد من المناقشات حول معايير أمن البيانات والخصوصية، وربما يتم إطلاق مبادرات جديدة لتعزيز الثقة بين المستخدمين وشركات الاتصالات. سيظل التركيز على تطوير البنية التحتية لشبكات الجيل الخامس، واستكشاف فرص جديدة للابتكار، والتغلب على التحديات التي تواجه هذا التبني السريع.

