أحدث تطبيق “نوت بوك إل إم” (NotebookLM) الذي طورته شركة جوجل، والذي يعتمد على الذكاء الاصطناعي، أثار اهتماماً واسعاً بعد إطلاقه، وذلك لما يقدمه من إمكانات متنوعة تتجاوز الاستخدامات التقليدية في مجالات التعليم والدراسة. يستطيع هذا التطبيق معالجة النصوص والصور وحتى إنشاء مقاطع فيديو، مما يجعله أداة قوية للمستخدمين في مختلف القطاعات. العديد من الخبراء يرون أن “نوت بوك إل إم” يمثل نقلة نوعية في طريقة تفاعلنا مع المعلومات.
على الرغم من أن التطبيق قد حظي بشعبية كبيرة بين الطلاب والباحثين، إلا أن قدراته لا تقتصر على ذلك. فهو يوفر مجموعة واسعة من الأدوات التي يمكن استخدامها في مجالات التسويق، والكتابة الإبداعية، وحتى التخطيط للسفر. تعتمد هذه الإمكانات على قدرة الذكاء الاصطناعي المدمجة في التطبيق على فهم وتحليل البيانات، ثم إعادة إنتاجها بطرق مبتكرة.
1- توليد نصوص البودكاست للاستخدام مع التسويق الإلكتروني
أصبح البودكاست (Podcast) وسيلة تسويقية فعالة للعديد من الشركات والمؤسسات. ولكن، قد يواجه البعض صعوبة في إنتاج محتوى جذاب ومفيد. يساعد “نوت بوك إل إم” في تحويل المقالات والتقارير الطويلة إلى نصوص بودكاست موجزة وسهلة الفهم.
يمكن للمسوقين استخدام هذه النصوص كأساس لإنشاء حلقات بودكاست حول منتجاتهم أو خدماتهم. بالإضافة إلى ذلك، يمكن تحويل هذه النصوص إلى مقاطع صوتية أو مرئية باستخدام أدوات أخرى، مما يزيد من فرص الوصول إلى الجمهور المستهدف. هذه العملية تساهم في تعزيز استراتيجيات التسويق الرقمي.
2- استخدامات متعددة في التسويق الرقمي
لا يقتصر دور “نوت بوك إل إم” على توليد نصوص البودكاست فقط. بل يمكن استخدامه في تحليل حملات التسويق الناجحة، وتحديد نقاط القوة والضعف فيها. يمكن للتطبيق أيضاً المساعدة في إنشاء محتوى تسويقي متنوع، مثل منشورات وسائل التواصل الاجتماعي ورسائل البريد الإلكتروني.
يستطيع التطبيق تلخيص البيانات المعقدة وتحويلها إلى رسوم بيانية وعروض تقديمية جذابة. هذه الميزة مفيدة بشكل خاص للشركات التي ترغب في تقديم تقارير حول أداء حملاتها التسويقية إلى العملاء أو المستثمرين. تحسين المحتوى التسويقي هو هدف أساسي للعديد من الشركات.
3- تجهيز العروض التقديمية للشركات والمشاريع
تعتبر العروض التقديمية (Presentations) جزءاً أساسياً من عملية التواصل في الشركات والمؤسسات. ولكن، قد يستغرق إعداد عرض تقديمي جيد وقتاً وجهداً كبيرين. يساعد “نوت بوك إل إم” في تبسيط هذه العملية من خلال إنشاء عروض تقديمية احترافية بناءً على المعلومات المتوفرة.
يمكن للمستخدمين تزويد التطبيق بمجموعة من البيانات والمستندات، ثم طلب منه إنشاء عرض تقديمي منظم وجذاب. يمكن أيضاً استخدام التطبيق لتحديث العروض التقديمية الحالية وإضافة معلومات جديدة إليها. توفير الوقت والجهد في إعداد العروض التقديمية هو ميزة كبيرة للمستخدمين.
4- مساعد الطهي الاحترافي
بالإضافة إلى الاستخدامات المهنية، يمكن استخدام “نوت بوك إل إم” في الحياة اليومية. على سبيل المثال، يمكن استخدامه كمساعد للطهي، حيث يمكنه البحث عن وصفات جديدة بناءً على المكونات المتوفرة. يمكن للتطبيق أيضاً تقديم اقتراحات حول كيفية تحسين الوصفات الحالية.
يمكن للمستخدمين تزويد التطبيق بمجموعة من كتب الطهي والمواقع الإلكترونية المتخصصة، ثم طلب منه البحث عن وصفات تلبي احتياجاتهم وتفضيلاتهم. هذه الميزة مفيدة بشكل خاص للأشخاص الذين يعانون من قيود غذائية أو الذين يبحثون عن وصفات صحية. الذكاء الاصطناعي يغير طريقة تفاعلنا مع المطبخ.
5- مساعد كتابة احترافي
يُعد “نوت بوك إل إم” أداة قيمة للكتاب والمؤلفين. فهو يساعد في تنظيم الأفكار وتطوير الشخصيات وإنشاء حبكة قوية. يمكن للتطبيق أيضاً تقديم اقتراحات حول كيفية تحسين الأسلوب اللغوي وتجنب الأخطاء الإملائية والنحوية. الكتابة الإبداعية أصبحت أسهل بفضل هذه التقنيات.
يمكن للكتاب تزويد التطبيق بملخصات عن قصصهم أو رواياتهم، ثم طلب منه تطوير هذه الملخصات وتحويلها إلى نصوص كاملة. يمكن أيضاً استخدام التطبيق لتلقي ملاحظات حول الكتابة من منظور الذكاء الاصطناعي. هذه الميزة تساعد الكتاب على تحسين جودة أعمالهم.
6- تحضير الرحلات المحلية
يساعد “نوت بوك إل إم” في التخطيط للرحلات المحلية من خلال توفير معلومات حول المعالم السياحية والفنادق والمطاعم. يمكن للتطبيق أيضاً إنشاء مسارات رحلات مخصصة بناءً على اهتمامات المستخدمين وميزانيتهم. التخطيط للسفر أصبح أكثر سهولة وفعالية.
يمكن للمستخدمين تزويد التطبيق ببعض المعلومات الأساسية حول وجهتهم المفضلة، مثل المدة الزمنية للرحلة والميزانية المتاحة. ثم يطلبون منه إنشاء خطة رحلة مفصلة تتضمن جميع الأنشطة والمعالم السياحية التي يمكنهم زيارتها. هذه الميزة تساعد المسافرين على الاستفادة القصوى من رحلاتهم.
من المتوقع أن تستمر جوجل في تطوير “نوت بوك إل إم” وإضافة المزيد من الميزات إليه. في المستقبل القريب، قد نرى التطبيق يدعم لغات إضافية ويتكامل مع خدمات جوجل الأخرى بشكل أفضل. يبقى التحدي الأكبر هو ضمان دقة وموثوقية المعلومات التي يقدمها التطبيق، ومعالجة المخاوف المتعلقة بالخصوصية والأمان.
