Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اخبار الشرق الأوسط

دير البلح | خطر آخر يطوّق نحو 700 ألف نازح

بسبب استهداف الاحتلال للبنية التحتية وعدم توفر وقود لتصريف مياه الصرف الصحي تنتشر تجمعات للمياه في مدينة دير البلح التي تؤوي نحو 700 ألف فلسطيني غالبيتهم نزحوا من رفح.

(المياه العادمة تهديد آخر على حياة النازحين)

تمسك الأم الفلسطينية، الغزّية، أم العبد بعلوشة، بيد طفلها الصغير أثناء خروجه من خيمة العائلة جنوب مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، لمنعه من السير وسط تجمعٍ للمياه العادمة يجاور الخيمة.

تغطية متواصلة على قناة موقع “عرب 48” في “تليغرام”

تعيش بعلوشة (43 عامًا) وعائلتها داخل خيمة صغيرة نُصبت خلف محطة تحلية مياه البحر الموجودة جنوب غرب مدينة دير البلح، في منطقة تطفح فيها مياه الصرف الصحي بشكل متكرر، ومحاطة بتجمع لأكوام كبيرة من القمامة.

السيدة الفلسطينية تقول، في تقرير لوكالة “الأناضول”، إنها نزحت من مخيم جباليا شمال القطاع، إلى مدينة رفح جنوب القطاع، قبل أن تنزح مرة أخرى إلى دير البلح وسط القطاع.

وتوضّح: “لم نجد مكانًا آخر ننزح إليه من مدينة رفح أقصى الجنوب، مع بدء العملية العسكرية البرية الإسرائيلية غير هذه المنطقة (في دير البلح) التي تمتاز بقربها من محطة تحلية المياه، لكن الكارثة بدأت تتكشف مع طفح مياه الصرف الصحي”.

وتصف الأوضاع المعيشية في المنطقة بـ”السيئة للغاية”، حيث يتدفق سيل من مياه الصرف الصحي في الشارع المطل على الخيمة وتتكدس أكوام النفايات بجوار الخيام، ما يشكل مكرهة صحية وبيئية خطيرة.

تحرص بعلوشة على عدم السماح لأطفالها بالخروج من الخيمة إلا عند الضرورة، لتجنب المكرهة الصحية والبيئية المحيطة، خشية إصابتهم بأمراض معدية ومعوية تنتقل عبر مياه الصرف الصحي والقمامة.

وتتابع: “الأطفال في المنطقة لا يستطيعون الحركة أو التنقل بسهولة، إلا برفقة شخص كبير، بسبب ارتفاع منسوب المياه العادمة في المكان وعدم معالجة الأمر من الجهات المسؤولة”، مبديةً خشيتها من تفاقم الأوضاع الصحية والبيئية في المنطقة، وتناقل الأمراض المعدية والمعوية بين النازحين ولا سيما الأطفال أثناء لعبهم في المنطقة المجاورة للخيام.

وتبين الوالدة المرهقة بفعل تعقيدات حياة النزوح والحرب، أن مياه الصرف الصحي اجتاحت خيام النازحين في المنطقة عدة مرات، ما فاقم من معاناة العائلات النازحة.

كما تحدثت عن انتشار الروائح الكريهة والحشرات والقوارض بشكل مخيف في المكان، الأمر الذي يمنعهم حتى من النوم بشكل طبيعي.

150 مركز إيواء

تكتظ مدينة دير البلح بنحو 700 ألف نازح موزعين في 150 مركز ايواء في جميع أنحاء المدينة، وفق رئيس بلديتها دياب الجرو، الذي كان قد لفت الانتباه في وقت سابق إلى أن “‏الأوضاع الإنسانية وسط قطاع غزة فاقت الكارثة، وتسببت بمضاعفة معاناة الأهالي بشكل كبير جدًا نتيجة عجز القطاعات الخدماتية عن تقديم الخدمات للسكان والنازحين بشكل مناسب”.

ويوضّح أن “توقف العديد من خدمات البلدية أدى إلى مضاعفة انتشار الأمراض والأوبئة في صفوف الأهالي والنازحين، ما ينذر بتفاقم الحالة العامة بمجمل القطاع بشكل مخيف”.

بيئة خطيرة

النازح إبراهيم العيلة (44 عامًا) يشرح الصعوبات والمخاطر التي تواجه العائلة بسبب تسرب مياه الصرف الصحي، واجتياح خيام النازحين بشكل متكرر، وانتشار الحشرات والبعوض والجرذان في المكان.

تفتقد عائلته النازحة من حي التفاح وسط مدينة غزة، العيش في بيئة آمنة ونظيفة منذ بداية الحرب التدميرية الإسرائيلية على قطاع غزة في السابع من أكتوبر الماضي، بفعل حالة النزوح المستمر من منطقة إلى أخرى، لكن وضعه في دير البلح “هو الأسوأ منذ ترك منزله”.

يقول: “نزحنا من رفح إلى الخيام في دير البلح، والوضع غير صحي ولا مناسب بأي شكل من الأشكال لوجود طفح للمياه العادمة بشكل دائم وتراكم للنفايات بالقرب، وهي تشكل خطر على حياة أبنائنا وأطفالنا وتنشر الأمراض المعدية بيننا”.

ويتابع: “نعاني من انتشار الروائح الكريهة والحشرات والقوارض وتجمع المياه العادمة ولا أحد تمكن من معالجة المشكلة من بداية الأزمة”.

كما ويشكو العيلة من عدم توزيع مساعدات إغاثية للنازحين في دير البلح منذ اللحظة الأولى لوصولهم، إلى جانب عدم متابعة أوضاع النازحين ومعالجة الأزمات من قبل الجهات المسؤولة.

الطفلة سونيا العيلة (9 سنوات)، تقف مع والدها، وتقول: “الحشرات تنتشر بكثافة طوال الليل وتزعجنا وتمنعنا من النوم، والمياه العادمة تجتاح خيامنا”، لافتةً إلى أن والدها “مصاب ومريض وصحته تزداد سوءًا ومعاناته تتضاعف إثر انتشار الروائح الكريهة والحشرات والقوارض”.

أمراض معدية

النازح أبو محمود صُبح من مدينة غزة بات يخشى من تدهور الحالة الصحية لأطفاله بشكل لا يمكن السيطرة عليه وذلك بعد إصابتهم بأمراض معدية المنتشرة بكثافة بسبب سيول مياه الصرف الصحي.

يقول صبح: “أطفالنا الصغار يصابون بالأمراض من الإسهال إلى الأمراض الجلدية المعدية والنزلات المعوية والكبد الوبائي، والوضع ليس بالسهل، بسبب الأمراض والأوبئة المنتشرة في المكان بفعل المكرهة البيئية والصحية، ولم تعالج من أحد”.

ويوضح أبو محمود أن عائلته فضلت تحمل تبعات المكرهة الصحية والبيئية والأمراض الناتجة عن ذلك، على البقاء في الأماكن الخطرة القريبة من مواقع توغل الاحتلال الإسرائيلي.


المصدر: عرب 48

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *