الشرطة والجيش يتبادلان الاتهامات حول عدم منع الهجوم الإرهابي على جيت
الشرطة الإسرائيلية: “قوات الجيش الإسرائيلي، التي تتحمل المسؤولية الشاملة وهو المسؤول عن المنطقة، تواجدت في الحدث منذ بدايته، ولم تمنع المعتدين من الدخول إلى القرية وحتى أنها لم تعتقل أو توقف أي من المشتبهين لاحقا”
أضرار خلفها هجوم المستوطنين الإرهابيين في جيت (Getty Images)
تواصل الشرطة والجيش الإسرائيلي تبادل الاتهامات حول عدم منعهما هجوم عشرات المستوطنين الإرهابيين على بلدة جيت في الضفة الغربية المحتلة، الذي أسفر عن استشهاد شاب من البلدة وإصابة آخرين بجروح جراء إطلاق النار من جانب الإرهابيين وإحراق عدد من البيوت والسيارات.
وقالت الشرطة اليوم، الإثنين، إن “قوات الجيش الإسرائيلي، التي تتحمل المسؤولية الشاملة وهو المسؤول عن المنطقة، تواجدت في الحدث منذ بدايته، ولم تمنع المعتدين من الدخول إلى القرية وحتى أنها لم تعتقل أو توقف أي من المشتبهين لاحقا”، حسبما ذكر موقع “واينت” الإلكتروني.
وأضافت الشرطة أنه “يؤسفنا أنه في أعقاب هذا الحدث الخطير في جيت، الأسبوع الماضي، اختار ’مسؤولون أمنيون رفيعون’ الإسرائيل في اتهام الشرطة الإسرائيلية”. وادعت الشرطة أنها أجرت تحقيقا داخليا حول الهجوم الإرهابي.
ونفت الشرطة أنباء ترددت عن أنها تلقت معلومات مسبقة حول عزم الإرهابيين تنفيذ هجومهم على جيت، وزعمت أنه “ليس معروفا في الشرطة عن تحذير مخابراتي محدد مسبق وكأنه صادر عن الشاباك أو أي جهة أخرى بشأن عزم المشاغبين تنفيذ أفعال كتلك التي جرت”.
ولم تعتقل الشرطة الإسرائيلية سوى مستوطن واحد من بين عشرات المستوطنين الذين شاركوا في الهجوم الإرهابي على بلدة جيت قرب نابلس، ووجهت إليه شبهة عرقلة عمل شرطي ثم أفرجت عنه، وفق ما ذكر موقع صحيفة “هآرتس” الإلكتروني.
وقال ضباط في الجيش الإسرائيلي بأن الاعتداءات على الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة التي ينفذها مستوطنون إرهابيون قد تصاعدت، في الآونة الأخيرة، “من حيث عدد المشاركين فيها وبشكلها العلني”، وفي المقابل هناك تراجع كبير في الاعتقالات ضدهم من جانب الشرطة، وفق ما نقلت عنهم الإذاعة العامة الإسرائيلية “كان”، أمس.
وبدا أن الجيش الإسرائيلي يحاول تحميل المسؤولية على الشرطة فقط، إذ أظهر تحقيق أولي لأجهزة الأمن الإسرائيلية، أن جنودا من قوات الاحتياط وعناصر من “الفرق المتأهبة” تواجدوا إلى جانب المستوطنين أثناء الهجوم في جيت وكانوا شاهدين على ذلك منذ البداية غير أنهم لم يمنعوا الإرهابيين من تنفيذ هجومهم.
وقال الضباط أنفسهم إنه يوجد شعور في أوساط المستوطنين الإرهابيين بأن “مسموح القيام بأي شيء في ظل غياب سلطة الدولة وإنفاذ القانون” في الضفة الغربية. وتعتبر السلطات الإسرائيلية المستوطنين أنهم مواطنون ولذلك يتعين الشرطة إنفاذ القانون ضدهم.
وأضاف ضباط الجيش أن قيادة هؤلاء الإرهابيين تتمركز في بؤر استيطانية عشوائية، لا يتم إخلاؤها، وتتنظم بالقرب من قرى فلسطينية، “وهناك مبادرات للاحتكاك بشكل يومي”، في إشارة إلى هجمات يومية ضد فلسطينيين.
وأشارت “كان” إلى أن “جهاز الأمن يعي تدهور الوضع في السنتين الأخيرتين ويراه يحدث على أرض الواقع، حيث الانتقال من خط كتابات وشعارات مسيئة وإعطاب إطارات سيارات إلى هجمات وأعمال شغب واسعة ومحاولات إعدام ميدانية وإحراق بيوت”.
المصدر: عرب 48