أهمية الموسيقى والفنون في تطور الطفل العقلي.. ونتائجها المذهلة
وإذا تحدثنا عن أهمية الموسيقى والفنون في تطور الطفل العقلي؛ نجد أنها تؤثر في دماغ الطفل وتحفزه على التعلّم والنمو، وهي لغته الأولى التي تحفز حاسة السمع لديه وهو بعدُ جنين، كما تطور قدرته على الانتباه وتشجعه على التعبير عن نفسه، وفوائد أخرى كثيرة نطالعها في هذا التقرير، ويشرحها لقراء “سيدتي وطفلك” الدكتور أحمد بيومي أستاذ مادة الفنون بكلية التربية.
الموسيقى تفيد الجنين والطفل في شهوره الأولى
الجنين منذ الشهر الثالث من عمره يصبح قادراً على الاستماع إلى الضوضاء المحيطة به، والتعرف إلى صوت الوالدين، وبداية من الشهر الرابع أو الخامس يصبح قادراً على الاستماع إلى الموسيقى، بينما تتشكل وتنمو العديد من الخلايا العصبية في شهور الطفل الأولى في الحياة، وهنا يمكن للوالدين استخدام الموسيقى لتحفيز نمو الطفل، وتنمية دماغه؛ مما يُفسح المجال لظهور مواهبه الأخرى.
تأثير الموسيقى في دماغ الطفل
- تحفز الموسيقى تعلّم ونمو الطفل، وتحفز حاسة السمع لديه وهو بعدُ جنين، وتطور قدرة الطفل على الانتباه وتشجعه على التعبير عن نفسه ومحاولة نطق الأصوات المختلفة التي يسمعها بشكل عفوي.
- تُنمّي الموسيقى لدى الطفل قوة التركيز، وتساعده في الاسترخاء، وتحفز الإبداع وتطلق الخيال، ومع الموسيقى الهادئة يضمن نوماً أفضل، وهذا بسبب أن انتباه الطفل إلى الموسيقى يماثل انتباه البالغين.
- يتمتع بمعدلات ذكاء أعلى، خاصة إذا كان يستمع إلى موسيقى كلاسيكية، إلى جانب دور الموسيقى في الحد من توتر وقلق الطفل، وإفراز الدوبامين الذي يسبب السعادة والهدوء وتحسن المزاج.
- تحفز الموسيقى القدرات اللغوية لدى الطفل قبل أن يبدأ الكلام، كما تؤثر في لغة الجسد؛ إذ يقوم بإيماءات تلقائية تسهم في نمو العضلات والحصول على التوازن، وتساعده أيضاً ليكون أكثر انفتاحاً واجتماعية.
- كشفت دراسات متعددة عن العلاقة القوية بين الموسيقى والنمو المعرفي لدى الطفل؛ إذ تشجع القدرة على الإبداع وتحفز خيال الأطفال، وتسهم في القدرة على الانتباه وتقوي الذاكرة، وتساعد الطفل في التفكير المعقد.
- الموسيقى تساعد على حل المشكلات الرياضية، وتمنح الطفل ذاكرة أفضل على المدى القصير، وتُنمّي لديه مهارات التخطيط والذكاء اللفظي، وتساعده في تحقيق نتائج أكثر تميزاً في المجال الأكاديمي.
بالموسيقى يتعرف الطفل إلى العالم من حوله
حين يبلغ الطفل تسعة أشهر تكون البيئة المحيطة من الضوء والأصوات حافزاً له لاكتشافها والتنبؤ بما سيحدث بعد ذلك، وهذا “التنبؤ بالأنماط” تسهم الموسيقى بشكل كبير في تنميته، كما أكّدت دراسة أعدّها باحثون في جامعة واشنطن أن الاتصال المبكر مع الموسيقى يمكن أن يكون له تأثير عالمي في قدرات الطفل المعرفية، كما تسهم الموسيقى في تنمية قدرات الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد، وكذلك الأطفال ذوو اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط، وبشكل عام فإن الأطفال الذين يتلقون دروساً في الموسيقى تزيد لديهم الروابط بين الخلايا العصبية فينمو الدماغ بشكل أفضل.
اختاري لطفلك الأنشطة التي تدعم نموه
حتى يستفيد الطفل من كل ما تحققه له الموسيقى، يمكن للآباء مساعدته من خلال بعض الأنشطة منها:
الغناء: تكرار الأغنية نفسها عدة مرات من وقت لآخر، ويمكن أن نجرب إدخال بعض التغييرات على اللحن والإيقاع، مع زيادة عدد الأغاني التي يعرفها الطفل وتكرارها مع الإيماءات والحركة.
الاستماع المشترك: أن نختار القطع الموسيقية المختلفة المتناغمة مع الطفل؛ لنحفز مشاركته التلقائية بالغناء أو التصفيق أو الحركة أو حتى إصدار الضجيج.
ساعديه ليهدأ بالموسيقى: يتسلل الهدوء إلى الطفل لدى استماعه إلى الموسيقى بسبب إفراز الدوبامين، دعي طفلك يستفيد من هذا الشعور، وفي نوبات الغضب التي لا يمكنك فيها تهدئته دعيه يستمع إلى الموسيقى.
دعيه ليرقص: تنشط الموسيقى مناطق الدماغ المسؤولة عن المعالجة الزمنية المكانية، وتحفز التوازن وتطور الحركة العصبية، لذا دعي طفلك يرقص عليها، وجربي أن تحركي رأسك ويديك مع الموسيقى ليقلدك.
دور الفنون الإبداعية في تقوية شخصية الطفل
ممارسة أي من الفنون من رسم وتلوين إلى التعبير بالقلم، وغيرها من أشكال الفنون، تساعد على تنمية الإبداع والابتكار لدى الأطفال، وتعلمهم كيفية التعامل مع العالم من حولهم.
التعامل مع أدوات الفنون من قلم، فرشاة، صلصال، خيوط وقماش، أو حتى كلمات، تقوم بتفسير وشرح ما يفكرون به بطريقة إبداعية، فلهذه الأنشطة دور في بناء شخصية الأطفال.
النشاط الفني يساعد الطفل في التعامل مع من حوله؛ ما يُكسبه الكثير من الخبرات؛ نظراً للتفاعل الاجتماعي بينه وبين زملائه؛ ما يجعله يمتلك قدرة التواصل مع الآخرين.
الإنجاز في استكمال الفنون الإبداعية للطفل من لوحة أو تشكيل فني ما يشعره بالرضا وبالثقة في نفسه، ويعطيه إشارة بالقدرة على التغلب على التحديات والصعاب الأخرى.
نظرات التقدير والإعجاب التي يتلقاها ممن حوله، عندما يصل إلى درجة ما من النجاحات، سواء كان بشكل فردي، أو في عمل جماعي، تجعله واثقاً من نفسه، وواثقاً في من حوله أيضاً.
خطوات بسيطة تكسبين بها حب طفلك للفنون
الفنون الإبداعية لا تحتاج لأدوات غالية الثمن، يمكن أن تبدأ الطفلة بالأقلام الخشبية، الصلصال، خيوط صوفية ونول خشبي، أو كراسة وقلم، ساعات اليوم تقسم بين المدرسة وتناول الطعام ومشاهدة الفضائيات، فليكن هناك ساعة واحدة للفنون، والطفل حر في ممارسة ما يحب، وإذا قام طفلك بتشكيل رائع من المكعبات، أو رسم لوحة جميلة وفقاً لسنوات عمره، أو كتب قصة سجل بداخلها بعضاً من مشاعره أو مواقفه، هنا لا تتوقفي على مشاهدتها أو مطالعتها أو سماعها؛ بل قومي بالتعليق، بالتدعيم، بإعطاء رأيك.
ولا مانع من توجيه بعض النصح، واجعلي من زيارة المتاحف الأثرية أو المعارض التشكيلية أو مجرد التواجد وسط الطبيعة بالحدائق والمتنزهات ضمن جدول الزيارات.
تابع: تأثير الفنون على الطفل
لا تجعلي طفلك يمارس الفنون الإبداعية وحده دائماً، فمن الفنون ما يحتاج إلى صحبة؛ لتبادل الآراء، والمنافسة أمر محبب ومطلوب، والبحث داخل النت يشمل كل ألوان الفنون؛ التعليم والشرح، وضع النماذج، توضيح منبع الفن وأصوله؛ مما يوسع رؤية الطفل، فكوني جزءاً من إبداع طفلك، تبادلا رسم اللوحات وتلوينها، اشتركا معاً في تنفيذ عمل يدوي ما، وقومي بتوفير الأدوات والمستلزمات.
*ملاحظة من “سيدتي”: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.