Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اخبار الشرق الأوسط

بكين تلجأ إلى سندات خاصة لتعزيز اقتصادها

“تجد بكين صعوبة في النهوض باقتصادها منذ أن رفعت في أواخر 2022 القيود الصارمة التي فرضتها لمكافحة وباء كوفيد-19”

أعلنت الصين، السبت، اللجوء بصورة مكثفة إلى الديون العامة من خلال إصدار سندات خاصة دعمًا لاقتصادها المتباطئ، مركزة جهودها على السوق العقارية والقطاع المصرفي تحديدًا.

ويأتي هذا الإعلان بعد سلسلة من التدابير التي أقرتها السلطات الصينية في الأسابيع الأخيرة، وفي طليعتها خفض معدلات الفائدة وتأمين سيولة للمصارف.

عرفت الصين في 2023 إحدى أدنى نسب نموها منذ ثلاثة عقود بلغت 5,2%، وفق أرقام رسمية تقابل بالتشكيك من بعض الخبراء الاقتصاديين على ضوء الصعوبات التي يواجهها النشاط الاقتصادي في البلد.

وإن كانت هذه النسبة منشودة من العديد من البلدان الغربية، إلا أنها تبقى بالنسبة للصين أدنى بكثير من النمو الهائل المسجل في العقود الماضية والذي جعل من الصين ثاني أكبر اقتصاد في العالم.

وزير المال، لان فوان، أعلن، اليوم السبت، خلال مؤتمر صحافي أن بكين “بصدد تسريع استخدام سندات خزينة إضافية”. وأكد أنه “خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، سيكون بالإمكان استخدام ما مجموعه 2,3 تريليون يوان (296,84 مليار يورو) من السندات الخاصة”.

كما أفاد بأن بكين تعتزم “إصدار سندات حكومية خاصة لدعم البنوك التجارية الكبيرة التي تملكها الدولة”، من غير أن يحدد أي مبلغ.

إلى ذلك، أشار الوزير الصيني إلى أن هذه الأموال ستساعد المصارف على “تجديد قاعدتها الرأسمالية، وتحسين مقاومتها للمخاطر وقدراتها على الإقراض، وخدمة تنمية الاقتصاد بشكل أفضل”.

وسترفع بكين أيضًا سقف ديون السلطات المحلية للسماح لها بإنفاق المزيد على البنية التحتية وتعزيز التوظيف.

من جهته، قال نائب وزير المال، لياو مين، إن الحكومات المحلية ستتلقى سندات خاصة تسمح لها بشراء أراض غير مستخدمة أو أراض خلاء، ما قد يسمح بتنشيط القطاع العقاري. كذلك ستشجع بكين على شراء أملاك تجارية لتحويلها إلى مساكن متدنية الأسعار.

تخفيض الفائدة

من جهة أخرى، ستخفض المصارف الصينية الرئيسية معدلات الفائدة على معظم القروض العقارية الحالية اعتبارًا من 25 تشرين الأول/أكتوبر، استجابة لطلب من البنك المركزي، على ما أعلنت قناة “سي سي تي في” الرسمية، السبت، موضحة أن هذا التخفيض سيكون تلقائيًا وأن المقترضين “لن يحتاجوا إلى تقديم طلب بهذا الصدد”.

من جانبه، قال رئيس قسم الاقتصاد في شركة “بينبوينت أسيت مانجمنت” تشيوي تشانغ أن “الرسائل الأساسية” هي أن الحكومة “قادرة على إصدار المزيد من السندات وزيادة العجز المالي”.

ولفت إلى أن “هذه السياسات تسير في الاتجاه الصحيح”، مضيفًا أنه حتى لو لم يقل وزير المال ذلك بصورة صريحة “أعتقد أن تعليقاته تشير إلى احتمال أن تزيد الحكومة العجز المالي إلى ما فوق 3% العام المقبل”.

واعتبر تشانغ أن مثل هذا الإجراء سيشكل “تغييرًا كبيرًا” وسيساهم في “تحفيز الطلب الداخلي والتخفيف من الضغط الانكماشي”.

يواجه الاقتصاد الصيني أزمة في القطاع العقاري تقترن بضعف مزمن في الاستهلاك ونسبة بطالة مرتفعة بين الشباب. وتجد بكين صعوبة في النهوض باقتصادها منذ أن رفعت في أواخر 2022 القيود الصارمة التي فرضتها لمكافحة وباء كوفيد-19.

ولطالما مثل قطاع البناء والإسكان أكثر من ربع الناتج المحلي الإجمالي الصيني. غير أنه تضرر منذ 2020 من تشديد بكين شروط الحصول على القروض لشركات التطوير العقاري، ما أدى إلى انهيار بعضها ووصولها إلى شفير الإفلاس، ولا سيما مجموعة إيفرغراند، فيما أدى تراجع الأسعار إلى ثني السكان عن الاستثمار في هذا المجال.

وتحرم الأزمة العقارية الجمعيات المحلية من مصدر عائدات مهم وباتت ديونها تتخطى خمسة تريليونات يورو بحسب الحكومة المركزية، ما يثير مخاوف بشأن استقرار الاقتصاد.

صعوبات خارجية

وبالإضافة إلى الصعوبات الداخلية، تعاني الصين من التوتر الجيوسياسي مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، والذي يهدد تجارتها الخارجية.

وفرض الاتحاد الأوروبي مؤخرًا رسومًا جمركية مشددة على السيارات الكهربائية المصنوعة في الصين معتبرًا أن الدعم الحكومي الكبير لهذا القطاع يؤدي إلى خفض مصطنع في أسعارها، ما يمنع المنافسة النزيهة.

ولا تزال السلطات تعول على نمو بحوالي 5% هذه السنة، لكن المحللين يعتبرون هذا الهدف متفائلاً.


المصدر: عرب 48

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *