إبعاد كسيف عن الكنيست 6 أشهر بعد اتهامه لإسرائيل بالإبادة الجماعية في غزة
عضو الكنيست عوفر كسيف يُبعَد عن الكنيست حتى ربيع 2025 ويحرم من راتبه لأسبوعين، إثر انضمامه لدعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية واتهامه للجيش الإسرائيلي بارتكاب جرائم حرب. يُعتبر هذا العقاب الأشد في تاريخ الكنيست.
عوفر كسيف (Getty Images)
قررت لجنة في الكنيست، اليوم الإثنين، إبعاد عضو الكنيست عوفر كسيف لمدة ستة أشهر، حتى ربيع 2025 وحرمانه من راتبه لمدة أسبوعين، على خلفية انضمامه إلى دعوى جنوب إفريقيا أمام محكمة العدل الدولية والتي تتهم إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني في إطار حربها المتواصلة على قطاع غزة.
تغطية متواصلة على قناة موقع “عرب 48” في “تلغرام”
وتعتبر هذه العقوبة الصادرة عن “لجنة السلوكيات” بالكنيست، هي الأشد في تاريخ اللجنة، وذلك عقب تقديم 25 شكوى ضد كسيف، من بينها أربع شكاوى قُدِّمت قبل السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023. وأشارت اللجنة إلى أن شدة العقوبة ترجع إلى أن كسيف “لم يعتذر قط عن تصريحاته أو يتراجع عنها”.
ورفض كسيف المثول أمام اللجنة، مشددا على أنها تسعى لممارسة رقابة سياسية، مؤكدا أن تصريحاته تندرج ضمن حرية التعبير وحق الاحتجاج؛ علما بأنه كان قد وقع في كانون الأول/ يناير الماضي على عريضة ضد إسرائيل تدعم دعوى جنوب إفريقيا تتهم فيها إسرائيل بـ “الإبادة الجماعية” في غزة.
وحينها، أوضح كسيف في منشور على منصة “إكس” أن “الحكومة الإسرائيلية تضر بالشعب وتعمل ضد الدولة ومواطنيها الذين تضحي بهم وترتكب جرائم باسمهم”، وقال: “واجبي الدستوري هو تجاه المجتمع الإسرائيلي، وليس تجاه حكومة يضم أعضاء الائتلاف فيها من يدعون للتطهير العرقي بل وللإبادة الجماعية ذاتها”.
وأضاف: “هم من يلحقون الأذى بالدولة والشعب، وهم من دفع جنوب إفريقيا إلى تقديم الشكوى في لاهاي، وليس أنا ولا زملائي. عندما تنفذ الحكومة باسم مواطنيها جرائم حفاظًا على بقائها، يحق لي بل ويجب عليّ التحذير من ذلك وبذل كل ما أستطيع ضمن إطار القانون لوقفه”.
وتطرق كسيف أيضًا في تصريحات سابقة إلى جرائم الحرب التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي في غزة، وقال معلقا على “مجزرة في رفح: مجرمو الإبادة الجماعية في غزة – إلى المحاكمة”. كما علق على تقرير يكشف استهداف الاحتلال للصحافيين في غزة: “مجزرة من نوع آخر – مجزرة التكميم وإخفاء الحقيقة. لا يجوز الاعتياد على هذه الفظائع”.
وفي قرارها، قالت لجنة الكنيست: “ما قام به يعد انتهاكًا جسيمًا لقواعد الأخلاقيات، ويشكل مساسًا حقيقيًا بواجب الولاء من قِبَل عضو الكنيست في العمل لصالح الدولة. ويضر بثقة الجمهور في أعضاء الكنيست والكنيست ذاته، ويشكل إخلالًا بالتزام كسيف بوضعه القيادي في المجتمع وواجبه كنموذج يُحتذى به في السلوك اللائق”.
التجمّع: إبعاد النائب عوفر كسيف إدانة لإسرائيل وجرائمها وشهادة شرف له
بدوره، أكد التجمع الوطني الديمقراطي، مساء الإثنين، أن قرار اللجنة بحق كسيف “ليس إلا إدانة واضحة لديمقراطية إسرائيل الزائفة وجرائمها في الحرب وشهادة شرف له على مواقفه المشرفة، وسط هذا الإجماع الإسرائيلي على الحرب والجرائم المستمرة”، وذلك في بيان صدر عنه.
وقال التجمع إن “إبعاد كسيف جزء من سياسات إسرائيل بملاحقة أي صوت إنساني وإخلاقي يرفض الحرب والجرائم المستمرة بحق شعبنا، كما التعنت والرفض الإسرائيلي لرؤية الحقيقة الواضحة لكل عاقل أن ما يحصل في هذه الحرب هو جرائم إبادة تهدف إلى تهجير وقتل الشعب الفلسطيني وجرّ المنطقة بشكل كامل إلى حرب شاملة لتحقيق أهداف إسرائيل الكبرى التوسعية والاستيطانية”.
وشدد التجمع على أن “الوقت حان لحوار وطني بين القوى السياسية في الداخل على أساس الثوابت الوطنية للتوصل لآلية عمل ونضال موحد للتصدي لهذه الحملات المستمرة بحق العمل السياسي بشكل خاص والحرب على شعبنا بشكل عام”.
المصدر: عرب 48