أهمية الصداقات الصحية في حياة الشابات وتأثيرها على الشخصية
أهمية الصديق الجيد لا مثيل لها على الإطلاق، انظروا حولكم وشاهدوا الأشخاص الذين يحيطون بكم، ما هو التأثير الذي أحدثوه أو ماذا لو لم يكن لهم وجود في حياتكم؟ من المرجح أن يفكر الأشخاص الذين لديهم صداقات صحية بالمواقف التي أنقذهم فيها أصدقاؤهم ودعموهم خلال أوقاتهم الصعبة، تعرّف إلى أهمية الصداقات الصحية في حياة الشابات وتأثيرها على الشخصية.
لماذا نحتاج إلى الصداقات الصحية برأي مختصة
د. سلام سعيد، أستاذة جامعية ومديرة تدريب المهارات الإدارية والقيادية شرحت لـ”سيدتي” حول أهمية الصداقات.
الصداقة الصحية تعني علاقة متوازنة تقوم على الثقة، الاحترام، والدعم المتبادل، وهي عنصر أساسي في بناء حياة متوازنة ومستقرة، توفر هذه العلاقة مساحة آمنة للتعبير عن المشاعر، مما يعزز الشعور بالراحة النفسية والطمأنينة، عندما تكون لديك صديقة تشجعك على مواجهة تحديات الحياة، فإن ذلك يعزز قدرتك على التحمل ويمنحك دفعة للاستمرار في تحقيق أهدافك.
من أهم سمات الصداقة الصحية أنها تقوم على التذكير بالقيم والأهداف المشتركة، حيث تشجع الطرفين على النمو الشخصي وتطوير الذات، الصديقة الحقيقية هي التي تساعدك على رؤية الأمور من منظور مختلف عندما تشعرين بالضياع، وتقدم لك نصائح بناءة دون فرض آرائها عليك.
قد يعجبكِ ماذا يقول الحكماء والفلاسفة عن الصداقة الحقيقية؟
تأثير الصداقات الصحية على شخصيتك
الصداقة الصحية ليست مجرد علاقة اجتماعية، بل هي ركيزة أساسية لـتطوير الشخصية والنمو العاطفي، عندما تكونين محاطة بصديقات يقدّمن الدعم والتشجيع، فإن ذلك ينعكس إيجابياً على العديد من جوانب حياتك، الصديقات الحقيقيات يلهمنكِ ويُضفن إلى حياتك طرق تعزز شخصيتك وتُساعدكِ على مواجهة تحديات الحياة بثقة أكبر. كما أن لها الكثير من الإيجابيات وهي:
- تعزيز الثقة بالنفس: الصديقات الحقيقيات يشجعنكِ على رؤية جمالك الداخلي والخارجي، ويقدمن الدعم في الأوقات التي قد تشعرين فيها بعدم الكفاية، هذه الثقة المعززة تجعلكِ تتعاملين مع التحديات بطريقة أكثر إيجابية وتقديراً لذاتك.
- القدرة على اتخاذ قرارات أفضل: عندما تواجهين لحظات من التردد أو الضياع، يمكن أن تكون الصديقة الصحية هي المرآة التي تعكس لكِ الصورة بشكل أوضح، وجود صديقة تقدم لك نصائح صادقة ومنطقية تساعدكِ في اتخاذ قرارات مدروسة وأفضل لحياتك.
- تطوير مهارات التواصل: الصداقة الحقيقية تعلمكِ مهارات الإصغاء، المشاركة الفعّالة، واحترام وجهات النظر المختلفة، هذه المهارات لا تفيد فقط في علاقتكِ مع صديقتك، بل تمتد إلى علاقاتك الاجتماعية والمهنية الأخرى.
- تعزيز الذكاء العاطفي: من خلال التفاعل المستمر مع صديقة تفهم مشاعركِ وتعبّر عن مشاعرها بصدق، تتطور لديكِ القدرة على فهم عواطفكِ وعواطف الآخرين، هذا الذكاء العاطفي يُمكّنكِ من بناء علاقات أعمق وأكثر استقراراً.
- تقوية القدرة على التحمل: الصديقات الصحيات تقفن بجانبكِ في الأوقات الصعبة، مما يمنحكِ القوة لتحمّل التحديات والتغلب عليها، هذه التجارب المشتركة تعزز من قدرتكِ على مواجهة الأزمات بثبات وثقة.
- تحفيز النمو الشخصي: الصداقة الصحية تساعدكِ على النمو الشخصي من خلال التحدي الإيجابي، الصديقة الحقيقية تشجعكِ على تجربة أشياء جديدة، مواجهة مخاوفكِ، وتطوير نفسكِ باستمرار.
- زيادة السعادة والرفاهية: الصداقات الصحية تضيف الكثير من الفرح إلى حياتكِ، مجرد قضاء الوقت مع صديقة مقربة يرفع من مستوى السعادة لديكِ، ويخفف من الضغوط اليومية، ويجعلكِ تشعرين بالتوازن النفسي.
أسئلة للتفكير
التفكير في هذه الأسئلة يساعدكِ على تقييم جودة صداقاتكِ الحالية والعمل على تحسينها.
-
هل علاقتكِ بصديقاتكِ الحالية تضيف إلى حياتك أم تستنزفك؟
الصداقات الحقيقية الصحية تُثري حياتكِ من خلال الدعم والمساندة، بينما العلاقات السامة تستنزف طاقتكِ العاطفية والنفسية، فكري في التوازن بين الأخذ والعطاء في صداقاتكِ الحالية، هل تشعرين بأنكِ تحصلين على الدعم الذي تحتاجينه؟ أم أن هذه العلاقات تُشعركِ بالإجهاد والضغط؟ إذا كانت الإجابة الثانية، فقد يكون الوقت قد حان لإعادة تقييم هذه العلاقات والبحث عن صداقات أكثر إيجابية وصحة.
-
متى كانت آخر مرة شعرتِ بالامتنان لصديقة قريبة؟
التعبير عن الامتنان لصديقتكِ يعزز من قوة العلاقة بينكما ويُظهر تقديركِ لدورها في حياتك، هل تذكرتِ تلك اللحظة التي ساعدتكِ فيها صديقتكِ أو وقفت بجانبكِ في موقف صعب؟ أو ربما تلك المحادثة العفوية التي جعلتكِ تضحكين من قلبك؟
إذا لم تقومي بذلك مؤخراً؛ فقد تكون هذه فرصة لإرسال رسالة صغيرة أو حتى مكالمة شكر لصديقتكِ لتعبري لها عن امتنانكِ.
يمكنكِ أيضاً الاطلاع على كيف تكسب الصديق الحقيقي وما المعايير؟
-
كيف يمكنكِ أن تكوني صديقة أفضل؟
الصداقة الحقيقية ليست مجرد تلقي الدعم، بل تقديمه أيضاً، فكري في كيف يمكنكِ أن تكوني صديقة تُلهم الآخرين وتشجعهم، هل تستمعين لصديقاتكِ بإصغاء حقيقي؟ هل تقدمين الدعم اللازم عندما يحتجن إليه؟ ربما تحسنين التواصل، أو التعبير عن مشاعركِ بطريقة أفضل، أو حتى التواجد بشكل أكثر انتظاماً يمكن أن يُحدث فرقاً كبيراً في علاقاتكِ.