Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اخبار الشرق الأوسط

“نابلس بانتظاركم”..  تنشيط السياحة وتحريك عجلة الاقتصاد

أطلقت محافظة نابلس بالتعاون مع الغرفة التجارية وملتقى رجال الأعمال حملة خاصة بعنوان “نابلس بانتظاركم” التي تهدف إلى التسويق والترويج لنابلس وجذب العائلات والزوار من فلسطينيي 48 لزيارة نابلس التي تضم 5 آلاف منشأة اقتصادية مسجلة.

بدت نابلس التي تحمل لقب “عاصمة فلسطين الاقتصادية”، تتعافى من تداعيات الحصار والحواجز العسكرية للاحتلال الإسرائيلي، وذلك بتوافد الزوار من مختلف محافظات الضفة الغربية والداخل الفلسطيني، الذين عمدوا على كسر حاجز الخوف وتخطي الحواجز والإصرار على التوافد إلى المدينة التي تنعم على الرغم من إجراءات الاحتلال بالأمن والأمان، وتعج بالحياة وتشهد حركة تجارية ونشاطا سياحيا.

لم يبدأ الحصار على “عاصمة فلسطين الاقتصادية” مع اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، بل هو متواصل منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2022، وازداد إحكامه وحدته خلال الحرب، عبر نصب المزيد من الحواجز ولعل أبرزها حاجز دير شرف التي تعتبر البوابة الرئيسية لفلسطينيي 48 على وجه الخصوص للدخول إلى نابلس، وكذلك محطة إستراتيجية لربط نابلس وتواصلها مع محافظتي جنين وطولكرم.

إطلاق حملة “نابلس بانتظاركم”

تتعرض نابلس لاقتحامات شبه يومية من قبل قوات الاحتلال، إلى جانب نصب الحواجز وانتشار الحواجز العسكرية الاحتلالية على مداخلها الرئيسية، وتشديد الإجراءات وتفتيش المركبات والتأخير تعمد عرقلة حركة السير خاصة عند بوابة دير شرف، وكل ذلك يعيق وصول الزوار للمدينة، ما يؤثر على الوضع الاقتصادي والحركة الشرائية والتجارية في المدينة.

تسبب الحصار الذي يفرضه الاحتلال على نابلس من خلال الحواجز العسكرية و24 بوابة عسكرية خسائر فادحة للاقتصاد المحلي وأحدث تراجعا كبيرا في الحركة التجارية التي انخفضت لحوالي 80%، إذ انخفض المعدل اليومي للوافدين إلى نابلس إلى 15 ألف زائر، بعد أن كان يصل لحوالي 115 ألف زائر يوميا.

محافظ نابلس: نثني على دور فلسطينيي 48 في تعزيز صمود أهلهم بالضفة

وجراء الحصار وممارسات الاحتلال تأثر العديد من القطاعات الاقتصادية، وأكثرها تضررا قطاع السياحة والفنادق والمطاعم والمقاهي التي تستقطب الزوار والسياح من خارج المحافظة ومن فلسطينيي 48، وتعمد في نشاطها اليومي عليهم بحوالي 70%، كما أن فرع الأثاث الذي يشكل 27% من القطاع الإنتاجي في نابلس ويشغل 60 ألف عامل من المحافظات، تكبد خسائر فادحة ولحق به ضرر كبير.

تعزيز التواصل

لتغيير هذا الواقع الذي يسعى الاحتلال إلى تكريسه، أطلقت محافظة نابلس بالتعاون مع الغرفة التجارية وملتقى رجال الأعمال حملة خاصة بعنوان “نابلس بانتظاركم” التي تهدف إلى التسويق والترويج لنابلس وجذب العائلات والزوار من فلسطينيي 48 لزيارة نابلس التي تضم 5 آلاف منشأة اقتصادية مسجلة.

العميد أبو علان: دخول إخواننا من أراضي 48 للضفة قمة العمل الوطني

تهدف الحملة لتعزيز التواصل بين الفلسطينيين على جانبي الخط الأخضر، ودعم حركة التسوق والاقتصاد، وتنشيط الحركة السياحية، والتعريف بالمعالم التاريخية والحضارية والثقافية للمدينة التي تسمى أيضا “دمشق الصغرى”.

ويدرس في جامعة النجاح في نابلس أكثر من 6 آلاف طالب وطالبة من فلسطينيي 48، إذ يقيمون داخل سكنات للطلبة في المدينة، ويأتي أهاليهم لزيارتهم، وهذا بدوره يحرك العجلة التجارية والاقتصادية في المحافظة وينشط السياحة في المدينة خاصة في أيام نهاية الأسبوع.

المصري: نابلس تشهد حالة من الاستقرار وعودة لفلسطينيي 48 وللزوار

وأطلقت حملة “نابلس بانتظاركم” التي تأتي استمرارا لحملات سابقة بادرت إليها وزارة السياحة الفلسطينية وأبرزها “يلا على نابلس” و”نابلس هالمرة غير”، ووجهت خصيصا للعائلات والزوار من فلسطينيي 48، إذ شارك بإطلاق الحملة وفد من الصحافيين والصحافيات من الداخل، وذلك في إطار توثيق العلاقات وتعزيز التشبيك مع مختلف الأطر والفعاليات والمؤسسات للترويج لنابلس وإنعاش اقتصادها وتنشيط السياحة بهدف تعزيز صمود سكان المدينة والمحافظة.

لقاءت للتشبيك

تخللت النشاطات ومحطات التجول في نابلس وأسواقها ومعالمها، والتي شارك بها ووثقها “عرب 48“، لقاءات للتشبيك وتعزيز التعاون بين الصحافيين الفلسطينيين على جانبي الخط الأخضر، وكذلك جلسات حوارية بمشاركة محافظ نابلس غسان دغلس، ورئيس البلدية حسام الشخشير، ورئيس غرفة التجارة والصناعة سامح المصري، ورئيس ملتقى رجال الأعمال عبد الرؤوف هواش، ورئيس مجلس إدارة شركة توزيع كهرباء الشمال إياد خلف، ومدير شرطة محافظة نابلس العميد عيسى أبو علان.

وفد من الصحافيين من الداخل بجولة سياحية بالبلدة القديمة لنابلس

وتناولت المناقشات والمداخلات للمسؤولين وللصحافيين إجراءات سلطات الاحتلال التي تهدف من وراء حصار محافظة نابلس، قطع التواصل بين أبناء الشعب الفلسطيني الواحد، واعتماد سياسة الحواجز كوسيلة لفرض العقاب الجماعي على السكان في المحافظة، وكذلك السعي لمنع الزوار من فلسطينيي 48 من التوافد إلى نابلس، عبر خلق حالة من الترويع والتخويف وتشويه حقيقة الواقع الجمعي الذي تعيشه نابلس بأمن وأمان على الرغم من إجراءات الاحتلال.

الاستقرار الأمني

توافقت المداخلات فيما بينها على ضرورة كسر الصورة النمطية التي تحاول سلطات الاحتلال ترويجها عن نابلس ومختلف محافظات الضفة الغربية بأنها مواقع غير آمنة، وكذلك الإجماع برفض إجراءات الاحتلال، والتأكيد على أن الحواجز العسكرية لن تمنع فلسطينيي 48 من زيارة نابلس التي تشهد حالة من الأمن والأمان.

البلدة القديمة تتميز بالمعالم التاريخية لمختلف الحضارات

استعرض مدير شرطة المحافظة، العميد عيسى أبو علان، الجهود التي تبذلها مختلف الأجهزة الفلسطينية لتعزيز حالة الاستقرار الأمني، وذلك من خلال انتشار واسع لمختلف أجهزة الشرطة الفلسطينية التي تدأب على الحفاظ على القانون والنظام وحركة السير، وهو ما يمكن التسوق في نابلس وقضاء الوقت بها بأمن وأمان، ويحول التجوال بالمدينة والتنقل بين مختلف مناطقها والتسوق في البلدة القديمة لمتعة لا تضاهى.

ولفت العميد أبو علان إلى أن إعادة انتشار الشرطة الفلسطينية في نابلس ومختلفة مناطقها يعزز الشعور بالأمان والأمان لسكانها وأيضا للزوار من الخارج وللمتسوقين، مؤكدا أن تحقيق الأمن وشعور المواطن بالأمان يسهم في تحقيق الاستقرار الاقتصادي، قائلا إن “دخول إخواننا من أراضي 48 إلى الضفة هو قمة العمل الوطني لتعزيز صمود الشعب الفلسطيني”.

تعزيز الصمود

ذات القراءة قدمها محافظ نابلس غسان دغلس، الذي أكد أهمية تعزيز التواصل بين أبناء الشعب الفلسطيني، وأثنى على دور فلسطينيي 48 في تعزيز صمود أهلهم في محافظات الوطن بالضفة الغربية، وذلك من خلال الاستمرار في التوافد والزيارات للمدن الفلسطينية على الرغم من سياسات الاحتلال الترهيبية وإجراءات الحواجز العسكرية والمعاناة خلال التنقل.

أزقة البلدة القديمة تتزين بصور وجداريات الشهداء

وشدد دغلس على ضرورة تعميم وتشجيع مثل هذه الحملات التي تأتي ردا على سياسات وإجراءات الاحتلال التي تسعى لضرب وتفكيك وحدة الشعب الفلسطيني ومنع أي تواصل تجاري اقتصادي ثقافي حضاري بين الفلسطينيين على جانبي الخط الأخضر، وأكد على ضرورة كسر هاجس الخوف لفلسطينيي 48 من الوصول إلى نابلس ومختلف المناطق الفلسطينية والتسوق فيها.

ولفت المحافظ إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يتعمد تعكير الأجواء في نابلس من خلال فرض الحصار ونشر الحواجز العسكرية والتصعيد باقتحام المدينة ومخيماتها وتشويه واقع نابلس وتصويرها أنها مدينة “إرهابية”، وذلك بهدف ضرب المدينة اقتصاديا ومنع الزوار من مختلف محافظات الضفة ومن الداخل الفلسطيني زيارتها والتوافد إليها للتسوق والسياحة.

تحريض الاحتلال

على الرغم من ممارسات الاحتلال وتحريضه المتواصل على نابلس، بيد أن المدنية تشهد حالة من الاستقرار الأمني الذي يعزز من الشعور بالأمان والأمان لدى السكان ولدى كل من يزور المدينة التي تشهد عودة متدرجة لفلسطينيي 48 وللزوار، بحسب رئيس غرفة تجارة وصناعة نابلس سامح المصري.

الزقاق المؤدي إلى مسجد النصر في ساحة المنارة

استعرض المصري لـ”عرب 48” بوادر عودة النشاط السياحي للمدينة وتوافد الزوار من فلسطينيي 48 خاصة في أيام نهاية الأسبوع إلى نابلس، حيث تشهد حجوزات كاملة للغرف في الفنادق، وهو ما يعكس واقع الأمن والأمان الذي تعيشه المدينة على الرغم من ممارسات الاحتلال.

وشدد المصري على أن الحواجز التي تهدف لحصار نابلس وفرض عقاب جماعي على سكانها لن تكون سببا وراء إحجام الزوار عن التوافد للمدينة، داعيا إلى ضرورة نقل صورة حقيقية للواقع الذي تعيشه نابلس من استقرار وحياة آمنة، وذلك خلافا لما يروج له الإعلام الإسرائيلي، الذي يعمد تشويه واقع المدينة بهدف منع التوافد إليها وعزلها.

البلدة القديمة

تعد نابلس البالغ عدد سكانها نحو 200 ألف نسمة من أقدم مدن العالم، ويعود تاريخ بناء نابلس إلى ما قبل 5600 سنة، حسب العديد من المصادر التاريخية، على ما ذكر مدير العلاقات العامة في بلدية نابلس عبد العفو العكر، الذي تجول مع الوفد الصحفي في البلدة القديمة ومعالمها الأثرية والتاريخية.

برج الساعة في ساحة المنارة وسط البلدة القديمة بني بالعهد العثماني

ظلت البلدة القديمة في نابلس منذ تاريخ بنائها قبل أكثر من 1900 سنة، مأهولة بالسكان والأسواق التجارية، وحافظت على مكانتها كمركز تجاري وسكني رئيسي ومزدهر على مستوى فلسطين وظلت شاهدا حيا على الإرث الثقافي المتميز لمدينة نابلس.

تتميز البلدة القديمة في نابلس بسحرها وطابعها المعماري الخاص، والذي أثري من الحضارات المختلفة التي تعاقبت عليها، مثل الرومانية والبيزنطية والإسلامية والعثمانية.

منازل بالبلدة القديمة تحافظ على طابعها العربي والفلسطيني

يقدر عدد سكان البلدة القديمة بحوالي عشرين ألف نسمة يتوزعون على 7 حارات رئيسية وعدد من الأحياء الفرعية، ويحرص سكان نابلس على زيارة البلدة القديمة للتسوق فيها والمساهمة في تنشيطها وإبقائها حية بشكل تلقائي، إذ تحتوي على معالم دينية، مسيحية وإسلامية، وسامرية، وأسواق قديمة، وفندق، وخانات، وحمامات تركية، وعيون للمياه، وساحات، يتوسطها “برج ساعة”، شيد في العهد العثماني.

أسواق البلدة القديمة في نابلس تعج بالزوار والمتسوقين من فلسطينيي 48

التمسك بحرف الآباء والأجداد.. مخبز لتحضير الحلويات النابلسية والشامية

التسوق في البلدة القديمة في نابلس متعة لا تضاهى

سوق العطارين وسط البلدة القديمة في نابلس

أفران الحطب والطابون بأسواق البلدة القديمة في نابلس


المصدر: عرب 48

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *