مستقبل الحرب وتبادل الأسرى بأيدي ترامب
ترامب يلمح بأنه يريد استكمال تبادل الأسرى ووقف الحرب على غزة، وإذا أرغم نتنياهو على ذلك فإن الائتلاف سيُحل، ويتوقع أن يرافق ذلك ضغط الرأي العام الإسرائيلي على نتنياهو بعد أن يبدأ الأسرى الإسرائيليون بالتحدث عن فترة أسرهم
نازح عائد إلى رفح بعدما لجأ إلى خانيونس، اليوم (Getty Images)
امتنع الجيش الإسرائيلي بإيعاز من رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، عن تنفيذ وقف إطلاق النار في قطاع غزة، حسبما هو متفق في اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، بحلول الساعة الثامنة والنصف من صباح اليوم، الأحد، بادعاء أن حماس لم تسلم حتى هذه الساعة أسماء الأسيرات الإسرائيليات الثلاث اللواتي سيطلق سراحهن مساء اليوم.
لكن المحلل العسكري في صحيفة “هآرتس”، عاموس هرئيل، لفت إلى أن “عثرات كثيرة متوقعة” خلال تنفيذ المرحلة الأولى من اتفاق التبادل، “وعلى الأرجح أن قيادة حماس وعناصرهم الذين يحتجزون المخطوفين يواجهون صعوبة في الاتصالات بينهم وما زالوا يتخوفون من اعتراض اتصالاتهم”، وأضاف أنه “ليس مستبعدا أن الفلسطينيين يضيفون إلى ذلك حربا نفسية”.
وتابع أن “تعامل حماس مع هذا الحدث مختلف (عن تعامل إسرائيل معه). فبالنسبة لقيادة حماس، يوجد هنا هدف، وهو تحرير عدد كبير من الأسرى (الفلسطينيين)، وسيتسع هذا الهدف بشكل كبير في المرحلة الثانية وسيصور على أنه دليل على انتصار مفترض حققه سكان غزة في الحرب”.
وأشار هرئيل إلى أن الحكومة الإسرائيلية صادقت، ليلة الجمعة – السبت، على الاتفاق، “لكن تفاصيل كثيرة فيه بقيت سرية ويبدو أنها تختبئ في ملاحق القرار، وحجم الشفافية الذي يحظى به الجمهور الإسرائيلي من الحكومة ليس ملائما لنظام ديمقراطي، وحتى لو كان ذلك خلال حرب”.
وفي ظل معارضة وزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، للاتفاق مع حماس وتهديده بالانسحاب من الحكومة في حال عدم استئناف الحرب على غزة بعد انتهاء المرحلة الأولى من تبادل الأسرى، فيما استقال وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، ووزراء حزبه، من الحكومة، اليوم، احتجاجا على مصادقة الحكومة على الاتفاق وبدء تنفيذه، “يلمح نتنياهو لسموتريتش، وخلافا للرسائل التي نقلها إلى ترامب، بأنه بعد استكمال المرحلة الأولى، سيتم إيجاد الذريعة للعودة إلى القتال لأن حماس لن تستوفي تعهداتها”، وفقا لهرئيل.
وأضاف أن “نتنياهو يدعي أن بحوزته ضمانات قاطعة من الأميركيين لدعم عودة إسرائيل إلى القتال، إذا فشلت المفاوضات. لكن من سيقرر أن المفاوضات فشلت ومن المسؤول عن ذلك؟ فحتى الآن، على الأقل، ترامب يسير إلى رغبته باستكمال صفقة المخطوفين وإنهاء الحرب في غزة والتقدم نحو ما يهمه فعلا في المنطقة، وهو صفقة سعودية، ولجم النووي الإيراني وأن يفوز بجائزة نوبل للسلام”.
وتابع أن السؤال الآن هو “ما إذا كان نتنياهو وسموتريتش يخدعان بعضهما، أو يخدعان الجمهور، أو أنهما يقصدان بجدية ما يقولان. وهذه ليست المرة الأولى في مسيرته الطويلة، يقول رئيس الحكومة لكل طرف ما يريد أن يسمعه، ويستند في ذلك إلى خطأ مستقبلي من جانب حماس ليعفيه من مواجهة التناقضات في أقواله”.
واعتبر هرئيل أنه “بالرغم من عدم رغبة نتنياهو في التقدم نحو المرحلة الثانية، فإن ثمة عاملَين أساسيين سيمارسان ضغطا مضادا من أجل تنفيذ الصفقة بكاملها، وهما الإدارة الأميركية والرأي العام الإسرائيلي. فعندما يعود المخطوفون الأوائل، ويجمعون في مرحلة ما قواهم كي يتحدثوا عن الفظائع التي مروا بها في الأسر، يبدو أن معظم الجمهور سيقتنع أكثر بالضرورة الملحة لإنقاذ المتبقين في الأنفاق من أيدي حماس. وهذا سيكون أمرا صائبا بالرغم من أن المرحلة الثانية يتوقع أن تشمل آلاف الأسرى وقياداتهم”.
وتوقع هرئيل أنه “إذا أرغم ترامب نتنياهو بالتقدم إلى المرحلة الثانية، سيواجه الائتلاف صعوبة في البقاء. وفي جميع الأحوال، يواجه نتنياهو مخاطر سياسية أخرى، ستنضج في نهاية المرحلة الأولى، وفي مقدمتها المصاعب المستمرة بتمرير قانون التهرب من الخدمة العسكرية للحريديين، والمشاكل الناجمة عن ذلك بالنسبة لتمرير ميزانية الدولة الجديدة، والذي بدونه تمريره ستسقط الحكومة (أوتوماتيكيا) في نهاية آذار/مارس”.
المصدر: عرب 48