Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اخبار الشرق الأوسط

وسط الركام والبرد شمالي غزة… فلسطينية تناشد العالم: لا نريد سوى خيمة

وسط الركام وفي العراء، تواجه سحر كريمة، كغيرها من آلاف الفلسطينيين في غزة، شتاءً قارسًا دون مأوى يحميها وأطفالها من المطر والبرد.

تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"

بعد أكثر من 15 شهرًا من الإبادة الجماعية، تقف أمام خيمتها المهترئة، تحاول إنقاذ ما تبقى من ملابس أطفالها المبتلة، بينما تناشد العالم طلبًا لأبسط مقومات الحياة: خيمة تؤويها.

ورغم المناشدات المستمرة، تواصل إسرائيل عرقلة إدخال مستلزمات الإيواء، مما يفاقم معاناة النازحين الذين عادوا إلى مناطقهم شمالي القطاع رغم التحديات في ظل وقف إطلاق النار.

وفي منطقة المقوسي شمال غرب مدينة غزة، تقف السيدة الفلسطينية بثوب الصلاة أمام خيمتها المهترئة وهي حافية القدمين تحاول نفض وتنظيف قطع الملابس المبللة بمياه الأمطار والأتربة.

هذه الملابس، وضعتها كريمة خلال ساعات الليل تحت حصيرة فرشتها مسبقا على أرضية خيمة نصبتها قرب أنقاض منزلها المدمر في العراء، لامتصاص مياه الأمطار المتسربة للداخل.

لم تنجح محاولات كريمة لحماية أطفالها الأربعة من البلل حيث فشلت الملابس في امتصاص مياه الأمطار التي تسربت بكميات كبيرة.

هذه الأمطار ضاعفت معاناة كريمة التي تعد المعيل الوحيد لأطفالها الأربعة، حيث لم تر زوجها منذ نحو عام ونصف، دون أن توضح ما إذا كان قد استشهد أو مفقودا أو معتقلا لدى إسرائيل.

وكأنها تحمل أحمالا ثقيلة على كتفيها، تقف كريمة منهكة وتصرخ موجهة رسالتها للدول العربية والعالم أنها لا تطالبهم بأكثر من خيمة تقي أطفالها برد الشتاء وتحميهم من الأمطار.

بدون مأوى

الخيمة التي نصبتها كريمة في الشارع قرب منزلها المدمر غير مناسبة لحمايتها وأطفالها من برد الشتاء ومياه الأمطار.

وتضيف وهي تشير إلى كومة من الركام إنها تعود لشقتها السكنية التي دمرتها إسرائيل خلال حرب الإبادة.

وأضافت "بيتي مدمر… منزلي وشقاء العمر راح، وقلنا الحمد لله ولم نفرح به بعد"، لافتة إلى أنها وأطفالها الآن بلا مأوى.

ومع موسم الأمطار تتفاقم الظروف الصعبة التي تعيشها كريمة حيث تقف عاجزة أمام تسرب المياه للداخل ما يهدد بإغراق أطفالها أثناء النوم.

وقالت "كنت أضع ملابس أطفالي تحت الحصيرة لأمنع تسرب المياه، لكن دون فائدة".

المطلب الوحيد "خيمة"

وسط المعاناة الكبيرة وانعدام سبل ومقومات الحياة، لم تطالب الفلسطينية كريمة العالم بالتدخل إلا من أجل تأمين خيمة واحدة توفر بعض الدفء لها ولأطفالها.

وقالت بصوت متحشرج: "لا أريد طعاما ولا شرابا ولا أي شيء آخر، أطالب فقط بخيمة توفر لنا الدفء أنا وأبنائي".

وأشارت إلى أنها توصل رسالتها لكل الأمة في العالم وللدول العربية مناشدة تحقيق مطلبها.

ولفتت إلى أنها تعاني من أمراض تجعلها غير قادرة على تحمل لسعات البرد القارس، إلا أنها ورغم ذلك تقف بملابس خفيفة وحافية القدمين تحاول إنقاذ ما يمكن إنقاذه من خيمتها وملابس أطفالها بعد غرقها بمياه الأمطار.

وتواصل كريمة دفع ثمن الإبادة التي ارتكبتها إسرائيل بتحمل مسؤوليات كبيرة وسط انعدام الخيارات والبدائل وعدم توفر مصدر للدخل.

وتكافح عائلة كريمة للبقاء خلال موسم الشتاء والبرد بدون وسائل تدفئة أو ملابس شتوية.

عراقيل إسرائيلية

كريمة واحدة من آلاف الفلسطينيين الذين يقاومون فصل الشتاء في العراء في ظل عرقلة إسرائيل دخول الخيام والبيوت المتنقلة "الكرفانات" للقطاع.

ورغم دخول اتفاق وقف إطلاق النار بغزة في 19 كانون الثاني/ يناير الماضي، إلا أن المعاناة الإنسانية في القطاع لم تشهد تحسنا.

ومنذ أشهر يناشد مسؤولون حكوميون بغزة بضرورة إدخال خيام لإيواء الفلسطينيين، في ظل اهتراء الخيام الموجودة في القطاع بعد استخدام دام أكثر من عام، والمصنوعة أصلا من أقمشة غير مخصصة لتحمل درجات الحرارة أو منع تسرب الأمطار، وتكون موصولة في كثير من الأحيان بقطع من النايلون.

والجمعة، قال رئيس المكتب الإعلامي الحكومي بقطاع غزة سلامة معروف، في مؤتمر صحافي إن إسرائيل تماطل في تنفيذ البروتوكول الإنساني من الاتفاق.

وتابع: "الاتفاق في شقه الإنساني ينص على إدخال 600 شاحنة مساعدات يوميا، بينها 50 شاحنة وقود، إلى جانب البدء بإدخال مستلزمات الإيواء من خلال توفير 60 ألف وحدة متنقلة وإدخال 200 ألف خيمة، والمولدات الكهربائية وقطع غيارها وألواح الطاقة الشمسية والبطاريات وبدء إدخال مواد إعادة إعمار القطاع".

وأشار إلى أن ما دخل من الخيام إلى القطاع لا يتجاوز 10٪ من الاحتياج المطلوب، فيما لم تدخل إسرائيل أي بيت متنقل.

المصدر: عرب 48

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *