"خارج الصندوق"… المسرح نافذة الأطفال نحو الإبداع

في عالم يزداد ارتباطا بالشاشات الرقمية، حيث باتت المخيلة تُصاغ عبر لمسات إلكترونية، يظهر المسرح كمساحة بديلة تمنح الأطفال حرية التعبير والتفاعل المباشر.
تابعوا تطبيق "عرب ٤٨"… سرعة الخبر | دقة المعلومات | عمق التحليلات
تجربة كهذه جسدها عرض "خارج الصندوق"، الذي قدمه مسرح "سينما دراما" في مدينة طمرة، بإدارة الفنان عدنان ذياب، ومن تأليف وإخراج سماح ياسين ومهند شيخ خليل، وبمشاركة مجموعة من الأطفال من الصف الثاني وحتى الصف الثامن، وهم: معتز الشيخ خليل، أحمد ياسين، أحمد ذياب، زياد ذياب، نور ذياب، سيما الشيخ خليل، شام بكري، نايا الشيخ خليل، سلمى خليفة، لين ارشيد، إلين الشيخ، ألمى الشيخ، إلين شما، بيسان الشيخ خليل.
شاهد | مقطع من "خارج الصندوق"… عرض مسرحي لأطفال من طمرة
للتفاصيل: https://t.co/B8ufFmRWUo pic.twitter.com/B4sJ7fHLEU— موقع عرب 48 (@arab48website) March 12, 2025
كسر الحواجز.. مسرح يفكر خارج الصندوق
تقوم فكرة المسرحية على رمز "الصندوق"، الذي يعبر عن الحدود المجتمعية والمخاوف التي تقيّد الإنسان منذ طفولته. من خلال هذا المفهوم، قدم العرض دعوة لتحرير الخيال، وكسر القوالب الجاهزة، ومنح الأطفال فرصة لاكتشاف ذاتهم بعيدا عن القيود التقليدية.

الفنانة سماح ياسين، التي شاركت في تأليف وإخراج المسرحية، تحدثت لـ"عرب 48" عن خصوصية هذا العمل، قائلة إن "المسرح ليس مجرد مساحة للترفيه، بل هو أداة للتعليم والتفكير. في 'خارج الصندوق' لم نُمل على الأطفال أفكارا جاهزة، بل استمعنا إليهم، استكشفنا مخاوفهم وأحلامهم، ثم حوّلناها إلى قصة تعكس شخصياتهم الحقيقية".
وتضيف أن "هذه التجربة لم تكن مجرد عرض تقليدي، بل كانت منصة إبداعية تتيح للأطفال التعبير عن أنفسهم بحرية، بعيدا عن أي قيود مسبقة".
مسرح الأطفال.. إبداع لا يعترف بالعمر
من جهته، يرى المخرج مهند شيخ خليل أن المسرح تجربة إنسانية متكاملة، ولا ينبغي تصنيفه وفق الفئات العمرية. في حديثه لـ"عرب 48"، قال إنه "يجب ألا يكون هناك فصل واضح بين مسرح الأطفال ومسرح الكبار، فالمسرح يعكس مشاعر الإنسان، بصرف النظر عن سنه. 'خارج الصندوق' لم تكن مجرد قصة خيالية، بل تجربة تعكس تحديات يعيشها الأطفال يوميا، وهذا ما جعلها تلامس الجمهور بصدق".

ويتابع أن "الأداء العفوي للأطفال أضفى على المسرحية طابعا أكثر واقعية، وجعل التفاعل معها عاطفيا ومؤثرا".
المسرح كأداة للتغيير والتربية
بدوره، تحدث مدير مسرح سينما دراما، الفنان عدنان ذياب، عن أهمية المسرح في تطوير وعي الأطفال وتعليمهم، قائلا لـ"عرب 48" إن "العمل المسرحي مع الأطفال ليس مجرد تقديم عروض، بل هو عملية تعليمية متكاملة. المسرح يساعدهم على اكتشاف قدراتهم، مواجهة مخاوفهم، والتعبير عن أنفسهم بطريقة صادقة. إنه مساحة يتعلمون فيها القيم، مثل التعاون والالتزام، وليس مجرد وسيلة للترفيه".

على الرغم من النجاح الذي حققته المسرحية، يظل التساؤل قائما: هل ستكون هذه التجربة محطة عابرة في حياة هؤلاء الأطفال، أم بداية لطريق طويل في المسرح؟ يجيب شيخ خليل، إن "كل طفل شارك في المسرحية خرج بتجربة غيّرت شيئا في داخله، البعض منهم اكتشف شغفه في التمثيل، والبعض الآخر تعلم كيفية التعبير عن أفكاره دونما خوف. المسرح يمنح الأطفال الثقة بأنفسهم، وهذا هو جوهر الفن".
المسرح أداة للتربية والتغيير
تؤكد تجربة "خارج الصندوق" أن المسرح يمكن أن يكون أداة قوية للتربية والتغيير، وليس مجرد نشاط جانبي. وبينما لا يزال دمج المسرح في النظام التعليمي يواجه تحديات، فإن هذا العرض يسلط الضوء على أهمية توفير مساحات إبداعية للأطفال، ليكون المسرح نافذتهم نحو عالم أكثر وعيا وخيالا.
اقرأ/ي أيضًا | آذار الثقافة 2025 في طمرة: جسر نحو مجتمع آمن
المصدر: عرب 48