شركات طيران خليجية وعربية تستوعب أزمة “إيرباص” بإصلاحات عاجلة

سارعت شركات الطيران في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بالإضافة إلى شركات الطيران الخليجية والعربية، إلى معالجة تداعيات الخلل البرمجي الذي أعلنت عنه شركة إيرباص، وذلك من خلال إجراءات فنية عاجلة وتعديلات في جداول رحلاتها. أثرت هذه الأزمة على أكثر من 6500 طائرة من طرازات مختلفة، مما استدعى استجابة سريعة من شركات الطيران لضمان سلامة المسافرين واستمرارية العمليات.
أعلنت إيرباص يوم الجمعة عن احتمال تأثر أكثر من 6500 طائرة بإصلاح إلزامي يتعلق بتحديثات برمجية. وقد أصدرت هيئة سلامة الطيران الأوروبية توجيهات عاجلة لشركات الطيران لتنفيذ هذه التحديثات قبل استئناف الرحلات المنتظمة. ونتيجة لذلك، اضطرت العديد من شركات الطيران حول العالم إلى إلغاء مئات الرحلات وتعديل جداولها التشغيلية، خاصةً مع تزامن الأزمة مع موسم السفر النشط.
تأثير أزمة إيرباص على شركات الطيران
تعتبر طائرات A320، المتأثرة بالخلل البرمجي، من الركائز الأساسية لأسطول العديد من شركات الطيران حول العالم، وخاصة في منطقة الشرق الأوسط، حيث تستخدم على نطاق واسع في الرحلات القصيرة والمتوسطة. ورغم عدم تسجيل أي حوادث تشغيلية مرتبطة بالخلل في المنطقة حتى الآن، إلا أن شركات الطيران تحركت بسرعة لتقييم الوضع واتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان سلامة المسافرين وتقليل أي تأثير محتمل على حركة الطيران.
بدأت الخطوط الجوية السعودية على الفور في إجراء التعديلات الفنية اللازمة، مع الحفاظ على تشغيل كامل للرحلات والاستفادة من تنوع أسطولها لتخفيف أي ضغط محتمل. وفي الوقت نفسه، أكدت شركة “ناس” السعودية أن جميع طائراتها قد خضعت أو ستخضع للتحديث خلال فترة زمنية قصيرة، مع تنبيه المسافرين إلى إمكانية حدوث تعديلات طفيفة في المواعيد. وأعلنت الشركة لاحقًا إكمال جميع التحديثات المطلوبة دون أي تأخير أو إلغاء للرحلات.
استجابة سريعة من شركات الطيران الإقليمية
قامت “العربية للطيران”، أكبر مشغل لطائرات A320 في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بتحديث عدد كبير من الطائرات خلال 48 ساعة، مع إعادة جدولة بعض الرحلات قصيرة المدى لتجنب الضغط على الأسطول. كما أعلنت الخطوط الجوية القطرية عن تشكيل لجنة مشتركة لتطبيق إجراءات الإصلاح فورًا، وبدأت بتنفيذ “التحديث البرمجي الليلي” لتجنب التأثير على الجدول اليومي. وأكدت الشركة تحديث معظم طائرات الأسطول، مع استكمال الباقي في أقرب وقت ممكن.
اتخذت طيران الخليج خطوات سريعة لتنفيذ التعديلات، معلنةً أن غالبية التحديثات البرمجية تمّت خلال ساعات الصيانة الاعتيادية، دون الحاجة لإلغاء رحلات. واعتبرت الخطوط الكويتية أن تأثير الأزمة محدود، مشيرة إلى أن التحديثات تتم أثناء فترات الصيانة المعتادة. في المقابل، أشارت كل من طيران الإمارات وفلاي دبي إلى أن التأثير محدود جدًا نظرًا لعدم استخدامهما لطائرات A320 في أسطولهما، ولكنهما تتابعان الأزمة عن كثب.
أعلنت مصر للطيران، وهي من المشغلين الرئيسيين لطائرات A320neo و A321neo، عن بدء عملية التحديث البرمجي لجميع الطائرات، ولم تواجه حتى الآن أي أعطال مرتبطة بالخلل. كما أكدت الخطوط الملكية الأردنية أن التأثير محدود وأن التحديثات تجرى بشكل تدريجي، بينما بدأت الخطوط العراقية بمراجعة حالة كل طائرة A320 ضمن أسطولها بالتنسيق المباشر مع إيرباص.
تعود أصول هذه الأزمة إلى حادث وقع في 30 أكتوبر لطائرة تابعة لشركة “جيت بلو”، حيث أدى خلل حاسوبي إلى انحدار مفاجئ للطائرة دون تدخل الطيار. وكشف التحقيق عن وجود عطل في أحد حواسيب التحكم بالمصعد والجنيحات (ELAC 2).
تحديثات الأجهزة والبرامج
أشارت تقارير إلى أن معظم الطائرات يمكنها تلقي تحديث برمجي بسيط مع وقت توقف محدود للغاية. ومع ذلك، ستحتاج حوالي 1000 طائرة أقدم إلى تحديث فعلي في الأجهزة، مما يتطلب توقفها عن الطيران طوال فترة الصيانة. هذا التحديث يتطلب وقتاً أطول وجهداً أكبر.
تعد عائلة A320، التي تضم طرازات A319 و A320 و A321، من الطائرات الأكثر انتشاراً في العالم. وقد قامت إيرباص بتزويد هذه الطائرات بمحركات جديدة أكثر كفاءة في استهلاك الوقود، والمعروفة بخيار المحرك الجديد (neo).
من المتوقع أن تستمر شركات الطيران في تنفيذ التحديثات البرمجية اللازمة لطائراتها خلال الأيام والأسابيع القادمة. وستراقب هيئة سلامة الطيران الأوروبية عن كثب عملية التنفيذ لضمان سلامة الطيران. من المهم متابعة تطورات الوضع لمعرفة ما إذا كانت هناك حاجة إلى إجراءات إضافية أو تعديلات في جداول الرحلات.

