محللون إسرائيليون يتحدثون عن خطة نتنياهو حول مستقبل غزة
شكك خبراء ومحللون في جدية مخطط “اليوم التالي” الذي طرحه رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو ، خلال اجتماع الكابينيت السياسي – الأمني، ليلة الخميس – الجمعة الماضية، وأشاروا أيضا إلى أن المخطط غير قابل للتنفيذ وهدفه إرضاء شركاء نتنياهو في الحكومة وخاصة اليمين المتطرف الذي يمثله الوزيران بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير.
وطرح نتنياهو مخططه في ظل ضغوط دولية، وخاصة أميركية، عليه كي يجري مداولات داخل حكومته حول مستقبل قطاع غزة بعد الحرب، وفي الوقت الذي تطرح فيه إدارة بايدن خطة إقليمية واسعة تشمل مستقبل القطاع وإقامة دولة فلسطينية، وهو ما رفضه نتنياهو ووصفه بأنه “إملاءات خارجية” على إسرائيل.
وأشار الباحث في الشؤون الفلسطينية في جامعة تل أبيب، د. ميخائيل ميلشتاين، في مقال نشرته صحيفة “يديعوت أحرونوت” اليوم، الأحد 25 فبراير 2024، إلى أن مخطط نتنياهو ينطوي على “ضبابية نابعة من انعدام الرغبة باتخاذ قرارات ومحاولة للمناورة بين اضطرارات سياسية داخلية. والنتيجة هي خطوط عامة لسياسة تعبر عن الوضع المثالي الذي تريده إسرائيل، لكن تغيب عنه تفاصيل مطلوبة من أجل ترجمة فعلية أو مواجهة ثاقبة مع ضرورات الواقع”.
ولفت إلى أن “’اليوم التالي’ ليست قريبة مثلما يسود الانطباع من الخطاب الإسرائيلي. يحيى السنوار لا يزال على قيد الحياة، القتال في غزة مستمر، قسم كبير من منظومة حماس العسكرية صمدت، والحركة نفسها تحتفظ بسيطرة عامة حتى في الأماكن التي عمل فيها الجيش الإسرائيلي وفي مقدمتها شمال القطاع. ويمكن تحقيق غايات الوثيقة (مخطط نتنياهو) في حال انهيار حكم حماس فقط، ولا يمكن حاليا الحديث حول متى وكيف ستتحقق هذه الغاية”.
وأضاف ميلشتاين أن “معظم المشكلة موجود في القسم الثاني من الوثيقة الذي يتناول الجانب المدني والسياسي الذي ترتدع إسرائيل منه منذ ما قبل 7 أكتوبر. والضبابية الكبيرة موجود في وصف ’جهات محلية ذات خبرة إدارية وليست ضالعة بالإرهاب’، التي يفترض أن تنفذ بدلا من إسرائيل سيطرة مدنية، وكذلك في حقيقة أن السلطة الفلسطينية ليست مذكورة كشريك محتمل، لم يتم الادعاء أيضا أنها ليست كذلك. ويبدو أن هذا الأمر من شأنه إرضاء في الوقت نفسه أعضاء الائتلاف وكذلك المجتمع الدولي التي تزيد ضغوطها على إسرائيل”.
ورأى ميلشتاين أن هذه الضبابية تعزز الاشتباه بأن “صناع القرار يبحثون بجدية إمكانية إقامة نظام في غزة يستند إلى حمائل، التي تعتبر كأنها القوة الأكثر تأثيرا اليوم في المجتمع الفلسطيني”.
وحذر من أنه “عدا عدم استخلاص دروس الماضي المريرة، وفي مقدمتها ’روابط القرى’ التي انهارت قبل حوالي 40 عاما، يبدو أن هذا المفهوم لا يأخذ بالحسبان التغيرات التي طرأت على المجتمع الفلسطيني، وفي مقدمتها نمو طبقة وسطى وجيل شاب يواجهون صعوبة بالنظر إلى المخاتير والمشايخ على أنهم قيادة جاذبة. كما أن هذا الأمر يلزم إسرائيل بالتعامل مع عشرات العناوين التي من شأنها أن تتحول إلى ميليشيات مسلحة بموجب النموذج الصومالي أو الليبي، وبذلك يمنعوا تأسيس نظام جديد ومستقر في غزة”.
وشدد ميلشتاين على أن ما يصفه مخطط نتنياهو بـ”اجتثاث التطرف في المؤسسة الفلسطينية” هو “هدف فشل تحقيقه في الشرق الأوسط، وخاصة المحاولة الأميركية في العراق، وإسرائيل غير قادرة على تنفيذ ذلك بنفسها، وهي ملزمة بأن يدفع الفلسطينيون خطوة كهذه، الأمر الذي يحتاج إلى عنوان نشط واحد”. وأضاف أن مخطط نتنياهو “لا يمكنه أن يشكل أساسا لخطة عمل قابلة للتطبيق”.
وأشارت نائبة رئيس تحرير صحيفة “هآرتس”، نوعا لانداو، إلى أن الانطباع من وثيقة مخطط نتنياهو، التي جاءت تحت عنوان “اليوم الذي يلي حماس”، هو أن “اليوم التالي” مشابه للغاية لـ”اليوم السابق” للحرب على غزة. وأضافت أنه “كما هو الحال في حكم حماس، فإن هدف الوثيقة هو بالأساس استخدام كلمات حماسية لا أهمية لها من أجل إخفاء الحقيقة”.
وأضافت أن مخطط نتنياهو يقضي “بإعادة غزة إلى حصار إسرائيلي، وربما مشددا أكثر. وخطة نتنياهو لتسوية سياسية هي أنه ليس لديه خطة كهذه ولا خطة لليوم التالي. وهو يريد ’إدارة الصراع’ من دون حله أبدا”.