«أكزيما» أكلت يد «سارة» !
التهابات متنوعة
يقول الدكتور سالم النهدي: إن انواع الأكزيما متعددة والشائع منها، التهاب الجلد وهي حالة مزمنة تبدأ غالباً في مرحلة الطفولة، ويصاحبها تاريخ مرضي في العائلة، ومع الوقت تتحسن إلا أنها قد تستمر إلى ما بعد البلوغ، وهناك التهاب الجلد التماسي الذي يحدث عندما يتلامس الجلد مع شيء مهيج للبشرة مثل المواد الكيميائية والمنظفات وبعض المعادن وغيرها، أما التهاب الجلد الدهني، فيحدث في مناطق الجسم التي تحتوي على العديد من الغدد الدهنية، خاصةً فروة الرأس والوجه ويصاحبها قشور في الرأس، فيما يرتبط التهاب الجلد الركودي بمشكلات الدورة الدموية، وغالباً ما يحدث في أسفل الساقين، فيما تشير الأكزيما وخلل التعرق إلى وجود تهيج للجلد على راحتي اليدين وباطن القدمين، ويصاحبه بثور وفقاعات مائية.
ويوضح أخصائي أول الأمراض الجلدية الطبيب النهدي، أن أعراض الأكزيما العامة تختلف من شخص لآخر، وتتراوح من أعراض بسيطة إلى شديدة، وأهم أعراضها جفاف للجلد مع حكة شديدة قد تغيّر ملمس وشكل الجلد، وظهور تهيّج واحمرار للبشرة وتصبغات جلدية وتغير للون الجلد، والاستيقاظ من النوم لشدة وكثرة الحكة وقد ينتج عنها الإصابة بالعدوى البكتيرية والفايروسية.
كيف الوقاية؟
عن تشخيص نوع الأكزيما يقول أخصائي الجلدية الطبيب النهدي: من خلال معرفة التاريخ المرضي والمعاينة السريرية التي من خلالها يتم وصف الأدوية المعالجة بداية بالأدوية الموضعية، ويعتبر ترطيب الجلد هو العامل الأساسي في العلاج والوقاية، لذلك ينبغي الحرص على ترطيب الجلد المستمر بكريمات مناسبة وخالية من العطور، مبينا، أن كريمات ومراهم الكورتيزون الموضعية هي من الأدوية المضادة للالتهابات التي تخفف الأعراض الرئيسية للأكزيما، مثل الالتهاب والحكة، فيما تأتي مثبطات الكالسينيورين الموضعية كدواء منشط لجهاز المناعة والتقليل من الالتهابات ومنع التهيجات، ويأتي العلاج الضوئي «الأدوية البيولوجية ومثبطات جاك» كأدوية حديثة أثبتت فعاليتها وأمانها، لكن الرجوع إليها وفق الحالة وعمر المريض، فيما يلجأ للأدوية الفموية حال عدم فعالية العلاجات الموضعية مثل الكورتيكوستيرويدات الجهازية أو مثبطات المناعة التي قل الاعتماد عليها في العلاج بعد ظهور الأدوية البيولوجيه الحديثة.
ويشدد أخصائي اول الأمراض الجلدية الدكتور النهدي، على ضرورة اتباع إرشادات الطبيب عند استخدام أدوية مكافحة العدوى والعقاقير المضادة للحكة عن طريق الفم، وتجنب مهيجات الجلد كبعض أنواع الصابون، وبعض أنواع الأقمشة، والزيوت العطرية، والحرص على ارتداء الملابس القطنية وتجنب الصوف والأقمشة الاصطناعية وتجنب الحكة قدر المستطاع.
مرض ربات البيوت
استشاري أمراض الجلدية بمجمع الملك عبدالله الطبي بجدة الدكتورة نانسي شحاتة، ترى أن هذا المرض يطلق عليه أكزيما ربّات البيوت، وتعود التسمية لشيوعها بين النساء اللواتي يستخدمن أيديهن أثناء تأديتهن المهمات المنزلية التي تعرض اليدين للماء والمواد الكيمياوية الموجودة في أدوات التنظيف بشكلٍ دوري. موضحة أن أكزيما اليدين هي واحدة من أنواع الأكزيما الأكثر شيوعاً، وهو مرض غير معدٍ ويمكن علاجه، فالجلد يشكل جزءاً من الجهاز المناعي ويساعد في الحماية ضد العدوى لأن طبقات الجلد تحتوي على خلايا متخصصة تساعد على محاربة البكتيريا والفايروسات وتؤثر بشكل رئيسي على اليدين، وتكثر الإصابة بها مع الهواء الجاف شتاءً، ويمكن أن يسبب ذلك حكة شديدة ومؤلمة، فالدراسات في أمريكا تشير إلى أن نسبة الإصابة بالأكزيما تصيب ١٠٪ من المجتمع وتظهر في النساء أكثر من الرجال.
وأضافت استشارية أمرض الجلدية الدكتورة نانسي، أن الإصابة بأكزيما اليدين قد تؤثر على ثقة الإنسان بنفسه وتجعله يخجل من مظهر يديه وهذا غالباً يصيب الأشخاص الذين يعملون في أعمال التنظيف وتقديم الطعام وتصفيف الشعر والرعاية الصحية والوظائف الميكانيكية إذ تتلامس أيديهم مع المواد الكيميائية والمهيجات الأخرى، وتصاب جلودهم لبعض الشقوق والجفاف وتتحول البشرة المصابة إلى اللون الأحمر أو الأغمق من البشرة المحيطة مع نزيف وتورم للأصابع ويمكن ظهور قيح وألم في حال كانت الأكزيما شديدة وملتهبة وعلى مدى فترة طويلة، مما يصعب على المصاب بهذا المرض القيام بالمهمات اليومية مثل استخدام القلم أو حتى استخدام الكمبيوتر أو القيام ببعض الأعمال المنزلية.
حذارى من المهيجات
طبيبة الجلدية نانسي، حذرت من التعرض المتكرر للمهيجات مثل الغبار، ومنظفات الغسيل، ووسائل التنظيف الهوائية، والمواد الكيميائية المستخدمة في الأظافر الاكريليك، أو حتى غسل اليدين المتكرر أو استخدام المناديل المبللة المعطرة أو الاستخدام المتكرر للمعقمات الكحولية، كونها من الأسباب التي تسبب أكزيما اليدين، موضحة أن من أهم خطوات العلاج هو تجنب أي مهيجات أو مسببات معروفة، مع الحرص على استخدام الكريمات المرطبة وغيرها من العلاجات بحسب الحاجة، مشيرة إلى وجود عدة أنواع من المرطبات؛ وهي مرطبات طبية تأتي في تركيبات مختلفة، يجب استخدامها بشكل متكرر طوال اليوم لتعزيز دور الجلد كحاجز حتى عندما لا تكون الأكزيما في حالة نشاط، لأن المرطبات تعتبر ذات القاعدة الدهنية من النوع الأكثر فعالية للبشرة الجافة التي يمكن استخدامها قبل النوم مع لبس قفازات قطنية 100٪ طوال الليل، ويفضل استخدام كريم مرطب غير دهني بشكل متكرر طوال النهار، لأن معظم أنواع الصابون تزيل الزيوت من الجلد وتسبب التهيج، لذا ينصح بترطيب الجلد.
بشرة حساسة متشققة
الدكتورة نانسي قالت: لتقليل الالتهاب ومساعدة البشرة الحساسة والمتشققة والحمراء على الالتئام السريع، يمكن استخدام علاجات الستيرويدات الموضعية على الأكزيما، فالأيدي عادة تحتاج إلى ستيرويدات قوية لمدة قصيرة لا تزيد عن أسبوعين، وفي حال كانت أكزيما اليدين مصحوبة بالتهاب بكتيري يستخدم مضاد حيوي على شكل كريم، أو أقراص عن طريق الفم، ويمكن استخدام مرهم في بعض الحالات لعلاج أكزيما اليد، وأيضاً يمكن استخدام مضادات الهستامين للتخفيف من الحكّة المصاحبة للإصابة إن وُجدث، مع الحرص على ارتداء القفازات لحماية اليدين من المهيجات والمسببات على أن توفر القفازات حماية كاملة، وأن تكون جهتها الداخلية جافة عند القيام بالأعمال العامة أو المنزلية ومطاطية أو PVC ذات بطانة قطنية، أو ارتداؤها فوق قفازات قطنية، ويستمر ذلك حتى بعد شفاء الأكزيما لأن الأيدي حساسة للغاية.
وبينت أن أحدث علاج لهذا المرض، هو التريتينوين (توكتينو) وهي أقراص فموية معتمدة للاستخدام في البالغين الذين يعانون من أكزيما يد شديدة ومزمنة لم تستجب للعلاج بالستيرويدات الموضعية القوية. أما العلاجات الضوئية، فيتم استخدامها بواسطة كابينة خاصة لليد يتكرر العلاج من 23 مرات في الأسبوع الواحد.
حالة طويلة الأمد
وزارة الصحة، أشارت إلى أن الأكزيما هي مشكلة جلدية تؤثر على اليدين، ينتج عنها التهاب وجفاف وحكة وتهيج بالجلد، وعادة ما تكون حالة طويلة الأمد، يمكن أن تحدث في أي عمر بما في ذلك أثناء مرحلة الطفولة، وتحدث غالباً بسبب رد فعل تحسسي تجاه أيٍّ من المواد التي تُحْدِث تهيجاً بالجلد، ونظراً لأن العديد من الأشياء يمكن أن تسبب أكزيما اليد، فقد يكون تحديد السبب أمراً صعباً، لذا من الضروري رؤية طبيب أمراض جلدية لتحديد السبب وتجنبه. ولتجنب الإصابة بهذا المرض، أشارت وزارة الصحة، إلى أهمية غسل اليدين بالماء الفاتر (وليس الساخن) واستخدام صابون خالٍ من العطور، وتجفيف اليدين بلطف، ووضع المرطب مباشرة بعد غسل اليدين؛ وتحديداً المرطبات الأكثر فعالية التي تحتوي على نسبة عالية من الزيت مثل المراهم والكريمات، مع تجنب المنظفات المضادة للبكتيريا التي لا تحتوي على ماء، والتي غالباً تحتوي على مكونات كحولية تكون قاسية على اليدين خاصة أثناء التهيج، وحماية اليدين أثناء القيام بالأعمال المنزلية وغسلها باستخدام منظف خالٍ من العطور عند اتساخها، واستخدام قفازات عند التعامل مع الأطعمة ومنها البطاطس والبصل والفلفل واللحوم والفواكه الحمضية ومنها الطماطم والحمضيات، وإزالة الخواتم من الأصابع أثناء القيام بالأعمال المنزلية، وقبل غسل وتجفيف اليدين، حتى لا تعلق المواد المهيجة تحتها ومعالجة جروح اليدين لتجنب تهيجها من مسببات الحساسية أو المواد الكيميائية.
20 دقيقة فقط
تنصح طبيبة الجلدية نانسي، ربات البيوت، باستخدام صابونٍ خالٍ من العطور، واستخدام المرطب العادي بعد غسل اليدين بالماء وتجفيفهما بمنشفة ناعمة بدلاً من مناشف الورق الخشنة وعند غسل الأطباق، يفضل ارتداء قفازات مطاطية أو PVC مبطنة بالقطن، أو قفازات قطنية أسفلها قفازات نيتريل الخالية من البودرة، وألا تزيد مدة استخدام القفازات عن 20 دقيقة، حتى لا يحدث أي تعرق فتزيد من تهيّج الأكزيما، مع تجنب الملامسة المباشرة للمنظفات ومواد التنظيف والمذيبات ومزيلات البقع، وتنصح أيضاً بعدم تقشير الفواكه الحمضية أو البصل أو الفلفل أو الثوم باليدين العارية، ونفس الحال عند تقطيع الفواكه والخضروات؛ لأنها من مهيجات أكزيما اليدين.